بوجعبوط في حوار خاص مع الحدث 24: “عودة بنكيران لقيادة حزب “البيجيدي” أمر مستبعد”

0

الدكتور المصطفى بوجعبوط، مدير المركز المغربي للعدالة الانتقالية ودراسة التقارير الدولية

1.دكتور مصطفی بوجعبوط ما قراءتكم لأجواء يوم الاقتراع و نسبة المشاركة ؟.

أولا يجب أن ننتبه أن المغرب نظم الانتخابات في الوقت الذي لم تستطع فيه مجموعة من الدول الالتزام بمواعيد الانتخابات المبرمجة وفق قوانينها الداخلية، وبذلك استطاع المغرب تنظيم هذه الاستحقاقات، بالرغم من ظروف الجائحة وعموما مرت الأجواء بنوع من الهدوء والشفافية والديمقراطية، حيث توافد على صناديق الاقتراع إلى حدود 12 زوالا حسب بيان وزارة الداخلية 12 في المائة. وإلى حدود 17 بعد الزوال 34 في المائة وبعد إعلان النتائج النهائية وصلت نسبة المشاركة إلى 50.35 في المائة. وهذه النسبة أكثر من نسبة المشاركة 2016، التي بلغت 42.29 بالمئة، بينما سجلت الانتخابات البلدية لسنة 2015 نسبة 53.67 بالمئة. وذلك يعود سبب ارتفاع نسبة المشاركة إلى تنظيم جميع الانتخابات في نفس اليوم وارتفاع نسبة المسجلين في الانتخابات ونسبة المرشحين في جميع أنواع الانتخابات المجاراة.

2.بإعلان النتائج الرسمية و تصدر حزب التجمع الوطني للأحرار بزعامة اخنوش ما قراءتكم لسيناريوهات التحالفات ؟

اعتقد أن التحالفات ممكنة بجميع السيناريوهات وتعددها، ولكن يجب أن نفكر في حكومة قوية بأحزاب قوية عوض إرضاء الأحزاب. وبالتالي فحزب التجمع الوطني الأحرار أمام تمرين جد صعب مرتبط بالتفكير بشكل برغماتي Pragmatism أو سيلحق به ضرر في المستقبل أكثر من حزب العدالة والتنمية، لأن الانتخابات الأخيرة تعد تمرينا ديمقراطيا لسياسة العقاب التي يمارسها الناخبون على ممثليهم، فالكتلة الناخبة أصبحت أكثر قوة بهذا التمرين العقابي المرتبط بالوعي، فوضع الثقة أصبح من أولويات المواطنين وما وقع سيمكن نسبة المشاركة في الانتخابات في المستقبل أكثر من نسبة 2021.

فالتحالفات الممكنة وأعتبرها ديمقراطية واحترام اختيارات الشعب المغربي بالرغم من اختلاف الألوان السياسية هو التحالفات القوي للأحزاب التي بوأت المكانة العالية في الانتخابات وهي التجمع الوطني للأحرار والأصالة والمعاصرة وحزب الاستقلال التي يمكن من خلالها ابراز حكومة قوية منسجمة ولها تجربة باستثناء حزب الاصالة والمعاصرة الذي سيخوض التجربة الحكومية كتمرين جديد بالنسبة له، ايمانا للقولة المشهورة: أنا وأخي على إبن عمي، أنا وأخي وإبن عمي على الغريب. وهذا السيناريو هو أقرب إلى احترام إرادة الشعب الذي اختار 3 أحزاب السياسية التي تبوأت المكانة العالية في
الانتخابات الأخيرة.

3.خلف تراجع حزب العدالة و التنمية نقاشا في كل وسائل التواصل الافتراضي والواقعي كباحث ما قراءتكم لهذا التراجع بين من يرجعه لسنوات الحكومة العشر و انهاكها للحزب و بين من يذهب لتخلص الدولة من الحزب بعدانتهاء صلاحيته بتعبيرهم؟.

فعلا، كان نقاشا كبيرا في وسائل التواصل الاجتماعي ولا يمكن أن نعتبرها نقاشا علميا لجميع الاحتمالات التي نوقشت أو التي تداولت من بعيد، هناك تراجع كبير لحزب العدالة والتنمية في نتائج الاستحقاقات الأخيرة، وهذا التراجع اعتقد مرتبط بكرونولوجيا الأحداث ومتغيرات مرتبطة بالأساس بالصراع الداخلي للحزب وغياب خطاب سياسي جديد اتجاه المواطنين مما أفقده هويته التي استمال بها كتلته الانتخابية إلى جانب طلاق الشركاء الرئيسين للحزب من جمعيات وحركات التي كانت تغدي هذا الحزب.

الدولة المغربية قوية أكثر مما تتوقع أو أتوقع وليس من قيمها هو التخلص من الحزب بل العكس، أن الدول الديمقراطية تترك الممارسات السياسية والتداول هو السلطة لفاعليها ومكوناتها السياسية، فتدبير حزب العدالة والتنمية الحكومة نصف عمر الأهلية القانونية للفرد، فالمغاربة لهم سلطة الاختيار منذ الاستقلال بتعدد أحزابها واختياراتها وهذا لا يعني أن حزب العدالة والتنمية انتهى، بل يمكن أن يعود بقوته وخطاب جديد وهوية وقيم جديدة تلك هي السياسة، فحزب العدالة والتنمية يعتبر من الأحزاب الاسلامية الحداثية والمعاصرة والمختلفة عن الأحزاب السياسية الاسلامية على مستوى
المغاربي وعالج ملفات مهمة بشراكة مع الأحزاب التي ستقود الحكومة حاليا، ويجب أن ننتبه إلى هذا.

4. اعلان العثماني و الامانة العامة استقالتها و الاعداد لمجلس وطني ومٶتمر وطني هل تتوقعون دكتور التوجه الداخلي للحزب نحو عودة بنكيران للأمانة العامة.

شكرا لك على طرح هذا السؤال، إنه في غاية من الأهمية، تقديم استقالة جماعية لأعضاء الأمانة العامة للحزب وعلى رأسهم العثماني، تعتبر قمة الديمقراطية الداخلية للحزب وأنا أتحدى أي حزب سياسي في تاريخ المشهد السياسي المغربي قام بذلك.

وبالتالي، فهذه الاستقالة تعتبر ربط المسؤولية الحزبية بالمحاسبة كيفما كانت. وبذلك تضمن بيان الحزب على دعوة الأمانة العامة لتنظيم مؤتمر وطني استثنائي في القريب العاجل، مع الدعوة إلى عقد مجلس وطني استثنائي، وهنا يمكن أن نفترض عودة بنكيران لترميم ما دمر في الانتخابات الأخيرة، ولكن هذه الفرضية يمكن أن نستبعدها لأن بنكيران مرتبط بالتزامات أخرى قد تؤثر على وضعيته، مما سيفسح المجال أمام قيادات جديدة في الحزب بعد عقد مجلس وطني استثنائي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.