المغرب والجزائر يعلنان زيادات قياسية في إنفاقهما العسكري بحلول عام 2022
تسعى الحكومة المغربية بقيادة رئيس الحكومة عزيز أخنوش، رئيس حزب “التجمع الوطني للأحرار”، ضمن ترتيب الملفات التي وضعت على طاولة الحكومة الجديدة، بحسب الأولويات، التي يفرضها الواقع الذي يشهده البلد، إلى زيادة الإنفاق العسكري، حيث يتضمن مشروع قانون المالية لعام 2022 ، الذي تم تقديمه هذا الأسبوع، زيادة قدرها 505 مليون يورو في ميزانية الدفاع، والتي ستصل بالتالي إلى 4.8 مليار يورو. وهذا يزيد بمقدار 11.76 عن الرقم المحدد لعام 2021. وفي العام الماضي، رفعت الرباط إنفاقها العسكري بمقدار 30 مقارنة بالعام السابق.
ويظهر التوجس الإسباني من تحركات المغرب لتعزيز ترسانته العسكرية، جليا في الصحافة الإسبانية، التي تطلق تحذيرات، بين الفينة والآخرى، واهتمامات بالغة من ارتفاع نفقات المغرب العسكرية، وكذا من العلاقات المتنامية بين الرباط وواشنطن وإسرائيل وباقي الشركاء.
وحسب الموقع الإسباني الإخباري “Infodefensa” المتخصص في الشؤون العسكرية، فإن الرقم المخطط له للدفاع العسكري بالمغرب خلال السنة المقبلة هو الأعلى في تاريخ البلاد، وللمرة الأولى يتجاوز حاجز 50،000 مليون درهم. حيث يتزامن الإعلان عن زيادة الميزانية السنوية لتوسيع الإنفاق العسكري مع لحظة توتر خاص مع النظام الجزائري، الذي لن يزود الرباط، حسب المصدر ذاته منذ الأول من نونبر بالغاز، والذي استغلت حتى الآن خط أنابيب الغاز الذي تم بناؤه لإيصاله إلى إسبانيا. وبهذه الطريقة تتأثر مدريد بشكل مباشر بالخلاف الذي تراكم لعدة أسابيع دون إقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين الشمال أفريقيين.
وأوضح المصدر ذاتة، في تقرير له نشره يومه (الخميس) أنه في مواجهة التهديد المؤكد الآن بأن تنتهي الجزائر في نهاية المطاف بقطع صنبور الغاز عن الرباط، ظل المغرب يناقش مع إسبانيا لبعض الوقت إمكانية عكس تدفق الغاز عبر خط أنابيب الغاز المذكور أعلاه، بحيث يحصل المغرب على مصدر الطاقة هذا في نهاية المطاف من الدول الأوروبية. وبهذه الطريقة ستكون الرباط قادرة على الاستمرار في توليد 10 من طاقتها الكهربائية وهو ما تنتجه بالغاز الجزائري.
مضاعفة عمليات شراء الأسلحة من الولايات المتحدة
من جهتها، وحسب معطيات ومصادر متفرقة، فإن الجزائر قد أعلنت، هذا الأسبوع أيضًا، عن زيادة ميزانيتها العسكرية البالغة 700 مليون دولار لعام 2022. ويعادل هذا الرقم زيادة قدرها 7.8 بالنسبة لعام 2021، لتصل إلى 9700 مليون دولار (أكثر من 8350 مليون يورو في عام 2022). سعر الصرف الحالي).
ووفقًا لبيانات وكالة التنمية والتجارة الأمريكية التي جمعتها Le Nouvel Afrik، تضاعفت مبيعات واشنطن العسكرية للرباط في عام واحد، من ما يزيد قليلاً عن 4 مليارات دولار في عام 2020 إلى 8.5 مليار دولار هذا العام. بالإضافة إلى ذلك، فإن المغرب منغمس في خطة لإنشاء صناعة دفاعية محلية، وهي منطقة تتفوق فيها الجزائر، بحسب المصدر. كما تخطط الرباط لزيادة عدد جنودها الذي يبلغ حاليا 175 ألف جندي إلى 200 ألف.
وخلص المصدر ذاته، إلى أن هذا التصعيد في التسلح والتوتر بين المغرب والجزائر دفع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى المطالبة بإجراء حوار بين البلدين الواقعين في شمال إفريقيا.