مناضلة بدون شرف
بقلم ايمان عزيزو
تعتبر مشاركة المرأة في العمل السياسي قاطرة كل دولة تطمح لتحقيق ديموقراطية حقيقية. الكل يتفق على أن في مشاركتها إضافة نوعية لا محالة, الكل واع بأنها فاعل سياسي من شأنه المساهمة في تنمية الوطن إلا انها تبقى مناضلة بدون شرف تعاني من ثقافة مجتمع ذكوري ينقص من قيمتها ليس فقط فيما يتعلق بالكفاءة الخبرة و الحنكة السياسية بل أكثر و أفظع من ذلك في شرفها, أخلاقها و كرامتها.
لا يمكن أن تسلم أي مناضلة و ممارسة للسياسة من شر بعض الخلق الذين يعلمون جيدا أنه ما دامت المرأة تعيش وسط مجتمع ذكوري فغالبا بمجرد سماعها لما يمس شرفها تترك العمل السياسي الذي يصبح سببا في مشاكل عائلية كثيرة.
لا يخفى على أحد منا أن انخراط المرأة في حزب يتطلب جهدا كبيرا ( يمكن ان نعتبره نضال في حد ذاته) لإقناع الأسرة بذلك. بعضها يسمح و يتقبل الفكرة و الأغلبية ترفض ذلك فبمجرد سماعها للفكرة حتى تتبادر إلى ذهنها تلك النعوت و الصفات القبيحة التي تنعت بها أغلب الممارسات للسياسة و طبعا لن يقبل اي رب أسرة أو زوج ان يمس شرف امرأة من أسرته.
كثيرات و إن كن زوجات و أمهات يعاكسن و يتعرض للتحرش و المساومة, كثيرات غادرن و اختفين و قليلات من لازلن يواجهن بقوة و شراسةكل متطفل و قذر لا يرى في المرأة سوى الجسد .
نساء حمامات, عاهرات و نساء صالونات هي صفات للأسف لم تصدر عن أشخاص عاديين بل رجال سياسية لهم مسؤولية اتجاه بلدهم, اتجاه مواطني هذا البلد ذكورا و إناثا.
هل سنأمل في تحقيق العدل, المساواة و المناصفة مع مثل هؤلاء؟ هل هؤلاء هم من نأمل أن يغيروا فكر و نظرة هذا المجتمع الذكوري اتجاه المراة ؟
أقول لكل هؤلاء نحن مناضلات شرفنا من شرف وطننا, شرفنا في حمل راية بلدنا عاليا شرفنا أننا مغربيات لنا غيرة و حب لهذا البلد تتعدى انانيتكم و حبكم للكراسي.
إنه لعيب و عار علينا جميعا أن نسمح لمن يعتبرون المرأة ثقلا و عالة على المجتمع أن يستمروا في إحباط و إقصاء نصف المجتمع. عيب و عار علينا أن نسمح لهم أن يعيقوا مسار التطور و الديموقراطية التي نطمح إليها جميعا. ان نسمح لبعضهم بنشر ثقافة سي السيد و العبودية و تشويه صورة المناضلة.
كنا و سنظل مناضلات حرات أشرف من الشرف شاء من شاء و أبى من أبى.