حوار حصري مع الفنانة ماجدة المودن
24ميديا:حاورها عبد الستار الشرقاوي
لم تأتِ موهبة الشابة المبدعة والمتألِّقة ماجدة المودن والملقبة « بماجدولين صلحي صلحي » مصادفة، أو اعتباطا في المجال المسرحي، بل تفتقت كنبتة صالحة في المسرح ، الذي كان ولا يزال بالفعل مشتلا لعدد من الممثلين المبتدئين والهاوين، فأصبحوا مع الوقت نجوما يمتعوننا في التلفزيون والمسرح والسينما، لديها موهبة التمثيل وبدأت الفن عن طريق مسرح المدرسة.
فأصبحت تأخذ دورها الطبيعي في تجارب مسرحية متعددة بمجهودها الشخصي وبدعم من ممثلين كبار ، زادتها ثقة إيمانها بقدرتها التي من الممكن أن تطور الحركة الفنية بشكل عام، فهي تمتلك إلى جانب حماس الشباب وتطلعاته فمن يعرفها عن قرب ويتحدث إليها يستنتج بسهولة أنها فنانة واعدة مهمومة بطموح أكبر من الإمكانات، وربما أكبر من مرحلتها هي شخصيا.
فألقت بها هذا الطموح وهذا الهوس الفني بالمسرح في فضاء شاسع جعلها دائم البحث عن شيء جديد في الإخراج أو التمثيل أو التأليف أو حتى محاولات جيدة في الإنتاج.مشيرا إلى أن هناك الكثير من المواهب الشابة التي تملك القدرة على الإبداع، ولكنها بانتظار فرص حقيقية.
البداية عن ورقة تعريفية وحياتك الشخصية، الدراسية والفنية
ماجدة المودن فنانة مغربية شابة 24 سنة من مواليد مدينة الدار البيضاء حيث درست، التخصص المسرحي ثلاث سنوات من المعهد سيدي بليوط سنة 2012.
كنت قد قطعت شوطا طويلا في المسرح وأشارك في الأنشطة الثقافية في المدرسة.
من أين بدأت ماجدة المودن مشوارها نحو الكاميرا؟
أول وقوف لي أمام الكاميرا كان في السنة من دراستي في سيدي بليوط ، لعبت دورا إلى جانب طلبة من نفس دفعتي، ولم يكن هذا الدور مشاركة حقيقية بقدر ما كان تجربة مهمة أمام الكاميرا، لأنني عرفت من خلاله كيف أتعامل معها وتعرفت على أبجديات المهنة على أرض الواقع.
ألم تكن هناك مشاركات في أعمال سينمائية؟
بخصوص المشاركات الأخيرة الفنية، أن آخر الأعمال التي شاركت فيها يتم عملية التوضيب حتى يكون جاهزا للعرض في الشهور المقبلة.
ما هي المهرجانات التي شاركت فيها؟
شاركت بفيلم وهو من النوع الروائي القصير ويطرح قضية اجتماعية مهمة، وسيعرض الفيلم ضمن المهرجان بطنجة وأنا سعيد بهذه المشاركة وأتطلع لمزيد من المشاركات في الدورات القادمة إن شاء الله.
هل تعتقدين بأن السينما فرص أكثر مما هي أعمال يسعى خلفها الممثل ليصنع نجوميته؟
يجب على العاملين في مجال السينما في بلادنا الاستفادة من طاقاتنا المغربية لأن المغرب به شباب ذوو مؤهلات في مجال التمثيل تغني عن البحث عن الأجنبي، فلا يمكن أن نحكم على الممثل ونحصره في دور معين دائما، لأن المشاهد المغربي قد لا يفصل أحيانا بين الدور والحياة الحقيقة للممثل. وهنا تأتي أهمية الكاستينغ الذي يظهر مواهب وإمكانيات الممثل الحقيقية.
فنحن في المغرب نفتقد لإدارة الممثل، التي توجهه وتمنحه بعض التفاصيل ليؤدي دوره على أكمل وجه ويتماهى مع الشخصية، إلى جانب المخرج، وهذا يساعد الممثل على الوقوف أمام الكاميرا باحترافية، ويقنع المشاهد.
ماهي في رأيك الشروط الواجب توفرها في ممثلة لكي تنجح في عملها؟
لكي تنجح الممثلة في عملها يجب أن تكون حاصلة على تكوين أكاديمي، علما أن للخبرة دور في الميدان الفني أيضا. فتكويننا لأربع سنوات في المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي كان بمثابة خمس سنوات من العمل الميداني. ودبلوم المعهد يؤهلنا لنكون أساتذة في التربية الفنية ويخول لنا أن نكون مدرسين. وما يلزم الممثل إلى جانب الدراسة هو التثقيف الذاتي، والعمل على الجسد وتعبيراتي للتمكن من إتقان العمل الذي سيعرض عليه. فالفن مجال راق ونبيل لذلك يجب أن يعمل الممثل على نفسه لكي يقدم للمشاهد عملا راقيا.
إلى أي حد يلعب الجمال دورا في نجاح الممثلة؟
الجمال لا يقتصر على جمال الملامح، بل المهم هو جمال الروح. فالجمال تفصيل من بين عدة تفاصيل أخرى يجب توفرها في الممثل، إلى جانب التكوين، فهو جزء لا يتجزأ من المقومات الواجب توفرها في الممثل، لكنه ليس ركيزة لكي يكون الممثل ناجحا… فالوقوف أمام الكاميرا قد يغير من الملامح الخاصة ويظهرها مختلفا عما هو عليه في الواقع. فالممثل طاقة وثقافة وجمال وهذه نقاط أساسية لكي يكون النجاح حليفه، مع التأكيد على أهمية العمل على صقل كل هذه الأمور، إلى جانب الحضور الجسدي الذي يعتبر أساسيا يجعل الممثل واثقا من نفسه.
مـا هو أهــم شــيء اكتسـبته طيلــة مشــوارك في مجال الفني؟
الحمد لله لقد اكتسبت الكثير، انفتاحا على الثقافات أخرى صقل شخصيتي بالثقة في النفس و مشاركة حقيقية بقدر ما كان تجربة مهمة أمام الكاميرا.
إلى أي حد يمكن للممثلة أن تقدم تنازلات للنجاح في مهنتها؟
التمثيل مهنة لديها شروطها وضوابطها، فالممثلة تقدم تنازلات إذا تخلت عن حياتها الشخصية وتبعت الميدان الفني. فإذا انساقت وراء العمل الفني وانغمست فيه بكل إكراهات التصوير في مدن بعيدة مثلا، فلن يتوفر لها الوقت بطبيعة الحال لبناء حياتها الشخصية.
أما بالنسبة لتنازلات أخرى، فسأسوق هنا مثلا مغربيا مهما جدا يقول «فين ما حطيتي راسك تلقاه»، فالأجواء الملوثة يمكنها أن تكون في أي مهنة أخرى وليس في التمثيل فقط، ونحن كممثلين نقوم بمهنة وعمل نبيلين ونوصل للمشاهد منتوجا يمكنه أن يؤرخ لحضارات وقيم نبيلة، لذلك لا يصح أن يكونا ملوثا. وعندما نتعامل مع المهنة بأخلاقيات مهنة يتعذر ويستحيل أن نجد أنفسنا في أجواء ملوثة، وشخصيا لم أخضع لمثل هذه الاختيارات ولم أخضع لأي ابتزاز مماثل للقيام بدور ما، فالممثلة إذا حصنت نفسها بمجموعة من الضوابط وتعاملت مع أشخاص مناسبين فلن تقع في مثل هذه المواقف.فالتاريخ لا ينسى، وإذا كان هناك تنازل في أول المشوار الفني، ووصل الممثل أو الممثلة إلى النجومية فلن ينسى الجميع أبدا من أين وصل وكيف وصل إلى ذلك، والأمر شبيه بالشهب الاصطناعية، ترتفع عاليا لكنها تنتهي بالسقوط أرضا. وهنا يتوقف الأمر على الرهان الذي يضعه الممثل نصب عينيه، وعملنا ليس رهينا بوقت معين أو بحدود المغرب فقط، بل هو عمل متواصل قد يوصل الممثل نحو العالمية. فالنجاح والنجومية مرتبط بأخلاقيات المهنة ومدى الالتزام بها، لأن الممثل تاريخ لا يقبل المحو
ما رأيك في مسمى «السينما النظيفة» وهل يطرح أمام الممثلات المغربيات هذا الاختيار؟
أنا مع السينما النظيفة لأنها في يوم من الأيام عرض عليا دور ولم يكن بإمكاني أن أقوم به فرفضت تماما.
كيف تجدين العلاقات بين الفنانين في الوسط الفني؟
عموما أجد بأن العلاقات في الميدان الفني قلما تكون ناضجة وناجحة ومستمرة وكل يراها من زاويته الخاصة، وشخصيا لدي صداقات في الوسط الفني مع أشخاص أكبر مني سنا، بل هي علاقات مهنية فقط، وهي بالطبع علاقات طيبة وليس بها توترات.
ما هي في رأيك المشاكل التي تواجه الفنانة مغاربة ؟
وهنا أقول بأن مهنة التمثيل مهنة من لا مهنة له ولهذا هناك الكثير من الممثلين المغاربة ضائعون جراء ما يحدث اليوم في الساحة الفنية، ولم تعطى لهم الفرصة للظهور في أعمال سينمائية حقيقية. لذلك فغياب قانون الفنان يجعل المجال عرضة لدخول من لا علاقة لهم بمهنة التمثيل والفن ، أجد بأن بعض المخرجين يفتقرون للإيمان بالممثل الذي يجب أن يؤدي دورا في عمل ما، وما يحدث هو أن بعض المخرجين يستعينون بشخص ليست له تجربة أو خبرة عوض الاستعانة بممثل محترف لأداء دور ما. وهذا هو سبب فشل أفلامنا. فليس هناك نضج في التعامل مع الممثل بالإضافة إلى قلة فرص العمل، التغطية الصحية، قلة النصوص والسيناريوهات.
بماذا تطمح وتحلم الفنانة ؟
ههههه النجومية إنشاء الله.
هل من كلمة أخيرة توجهينها إلى الجمهور؟
هدفي من هذا الفن، هو إسعاد الناس والرقي بهم إلى أعلى المراتب، وأتمنى أن أكون عند حسن ظن جمهوري بي،
لا وجود لي بدون جمهور و لا أساتذة لأنهم لهم الفضل في تشجيعي جزاهم الله كل خير.