العهر الصحفي
24ميديا: عمر الشكراني
الجميع يستنكر الدعارة والارتزاق من البغاء على ممارسات الجنس مقابل المال، لكن لا أحد منا ينتبه لبغاء من نوع أخر ، ودعارة مقننة يمارسها بعض الصحفيين المرتزقين المنبطحين، الذين باعوا أقلامهم للطاغوت، مستغلين الثقة التي منحها إياهم الرأي العام فقادوه وظللوه من أجل مصالحهم الذاتية وتسلقوا وارتقوا اجتماعيا، باعوا الذاكرة الجماعية وانتفعوا من تعتيمهم على خروقات أولياء نعمهم، فمن يا ترى أكثر فجورا هل الباغية التي تأكل من تذييها أم هؤلاء الذين يأكلون من عرق أقلامهم العفنة.
لهذا ارتأبينا أن نبعث بهده الرسالة النرية لصحفي من جهة الغرب والتي تحركه أصابع خفية ككركوز في مسرح العرائس، عساه يراجع نفسه وينظر لوجه في المرآة بعين الناقد ، لن نكون ذاتيين لأننا نؤمن بالموضوعية في النقد، كما نؤمن بأن الاختلاف لا يفسد للود قضية، ولا نطور الاختلاف إلى خلاف، لكننا نغار على مهنة المتاعب هذه ونود أن نشذبها من الشوائب التي تعلق بها ، من كل الانتهازيين الوصوليين الذين يدوسون رقاب العامة من أجل التسلق.
ولأننا نصحناك ولم تنتصح وهديناك ولم تهتد، نعم نعلم أيها المشهور انك تتواجد معنا في كل زمان ومكان، نجدك في السياسة في الاقتصاد، و في المقاهي وفي الأحياء ، ونلمس بصماتك حتى في الانتخابات وحيثما ولينا وجوهنا نجد مقالاتك التي تسخرها لتحريك مساطر صناع القرارات فأنت أيها الشهور المأجور نعلم كل العلم انك تريد ان تملك مفاتيح الزمان والمكان وتكون آنت القاضي الذي يصنف الناس ويميز بينهم في أحكام مزيفة و بسيوف قاتلة ورماح مسمومة تطعن بها كل من عارض فتواتك الكتابية المأجورة التي تلطخت سمعة وشرف الأقلام الحرة النبيلة المبنية على احترام المبادئ واحترام الذات..الساهرين على نقل هموم الناس من غير تحيز ولا نفاق. كيف تقيم الدنيا وتقعدها بشعارات النضال ومبادئك العظيمة و دائما مستعد لأن تبيع عمرك من اجلها ثم تنقلب بين لحظة وأخرى وتمدح …الذي طالما ما كلت له بشتائم….وها انت اليوم تحفر لمن كنت تعتبرهم رفاق دربك، وترميهم اليوم برماحك المسمومة، ونسيت الماضي الذي مازال يدون لك ، والتاريخ الذي سجل لك وعنك كل صغيرة وكبيرة… مع انك تعلم علم اليقين أن حقيبتك ملغومة أيها المناضل المأجور ولو أمهلت نفسك بعض الهنيهات و تأملت قليلا سوف ترى صورتك وأنت لا تقتل إلا الروح النبيلة للمهنة التي بداخلك وتسفك شرف الميدان الذي يحميك. وفي الأخير أقول إليك أيها المأجور أن تقلع عن عاداتك السيئة في التضييق والوشاية و الهمس في الآذان وحياكة أبشع الدسائس …المصالحة المقربة و تلميع صورة قاتمة مظلمة ونقل المعلومة المقلوبة لأصحاب القرار.. وأتمنى أن لا تفقد رزانتك بالتفكير وتعمى بصيرتك بالمصالح وان لا تمتطي هوى النفس ورغباتها على مبادئ المهنة التي من غيرها يفقد الإنسان هويته، فسحقا للمنبطحين الذين يزحفون على بطونهم.
إن الأفاعي وإن لانت ملامسها عند التقلب في أنيابها العطب، ونعلم أنك مستعد للعطب، كما أنك تحترف التقلب باستمرار، لكن حركاتك بطيئة زاحفة وضربة في الرأس قد تودي بك وتفصل رأسك الذي يبدع أفكارك وخططك الجهنمية في المكر والدسيسة والايقاع بأقرب الناس إليك من أجل مصالحك الخبزية الضيقة، فعد إلى رشدك وأقلع عن غيك وكراهيته لكل من ساندوا في مطامحك الانتهازية والوصولية على حساب أقرانك وزملائك.