الباكوري يحذر الحكومة من هروب رؤوس الأموال بفعل خطابها لإصلاح المقاصة
24ميديا:اسماعيل روحي
كشف مصطفى الباكوري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، أن حكومة عبد الإله بنكيران لم تقم بأي فعل مؤسساتي لإصلاح صندوق المقاصة، وأوضح الباكوري الذي كان يتحدث، مساء أول أمس الخميس، بالمعهد العالي للتجارة وإدارة المقاولات، أن الحكومة لم تتخل عن صندوق المقاصة، بل هي تستفيد من ظرفية دولية جيدة تتميز بانخفاض ثمن البترول ومجموعة من المواد الأولية داخل السوق الدولي.
وأكد الباكوري أنه لا يجب الترويج لإصلاح صندوق المقاصة كشعار يقوم على الأخذ من الغني وإعطاء الفقير، بل يجب الحفاظ على ثقة المستثمرين الذين يخلقون الثروة، محذرا من هروب رؤوس الأموال بسبب هذا الخطاب الذي يتم الترويج له، والذي أدى إلى نوع من الانتظارية لدى مجموعة من المستثمرين، الذين ينتظرون اتضاح الرؤية داخل البلاد من أجل استثمار أموالهم.
واعتبر الباكوري أن صندوق المقاصة ودعم المواد الأساسية كان الهدف منه في مرحلة معينة خلق طبقة متوسطة وتحريك الاقتصاد، وتساءل في الوقت ذاته هل المغرب اليوم في حاجة إلى طبقة متوسطة، مؤكدا أنه يجب التعامل مع صندوق المقاصة بطريقة أكثر شفافية.
وطالب الباكوري بخلق اقتصاد أقوى من الذي يتوفر عليه المغرب اليوم خلال العشر سنوات المقبلة لتحقيق النمو المطلوب، عن طريق الرفع من الدخل الفردي للمواطن المغربي إلى ما بين 6 و7 آلاف دولار عوض أقل من 3 آلاف دولار اليوم، من أجل زيادة الطلب على الاستهلاك وتشجيع المقاولات على الإنتاج والاستثمار وتوفير المزيد من فرص الشغل وخلق الثروات.
وفي سياق متصل، ميز الباكوري بين إصلاح أنظمة التقاعد وحديث الحكومة عن إصلاح نظام الصندوق المغربي للتقاعد، الذي يهم موظفي القطاع العام، لأن هناك صناديق أخرى للتقاعد تعاني من مشاكل، معتبرا أن المشكل الأكبر الذي على الحكومة أن تجد له حلا هو أن 60 في المائة ليست لهم أي تغطية اجتماعية أو نظام تقاعد، والحديث عن إصلاح التقاعد دون الحديث عنهم من طرف الحكومة هو هروب من المسؤولية.
وأشار الباكوري إلى أن حل أزمة صناديق التقاعد هو تشاركي، يقوم على إيجاد توازن بين ما يؤديه العامل ورب العمل من خلال الحوار، على أن تكون تضحية المقاولة أكبر من تضحية العامل.
وحذر الباكوري من شيخوخة المجتمع المغربي، التي اعتبرها ملفا مسكوتا عنه من طرف الحكومة، لأنه حان الوقت لوضع هذا الملف على الطاولة، على اعتبار أن الدولة يجب عليها أن تظهر نوعا من التضامن مع هؤلاء الذين وصلوا إلى مرحلة الشيخوخة لأنهم خدموا البلاد بطريقة ما.