ملتقى فكري حول كتاب “محطات في تاريخ المغرب المعاصر” بأكاديمية مكناس تافيلالت
24ميديا:من مكناس
نسجاما مع مضامين الخطب الملكية السامية و تماشيا مع توجيهات وزارة التربية الوطنية و التكوين المهني الرامية إلى تعميق وعي المغاربة بتاريخهم المجيد، و تعزيز الارتباط بالسجل الذهبي لنضال العرش و الشعب من أجل الاستقلال و استكمال الوحدة الترابية للمملكة، نظمت الأكاديمية الجهوية للتربية و التكوين بتنسيق مع مؤسسة منشورات الزمن ملتقى فكريا يوم الجمعة 19 دجنبر 2014 حول كتاب “محطات في تاريخ المغرب المعاصر” للدكتور عبد الحق المريني” الناطق الرسمي بإسم القصر الملكي ومؤرخ المملكة ومحافظ الضريح، بقاعة الندوات بالمركز الجهوي لمهن التربية و التكوين بمكناس.
بعد الكلمة الترحيبية التي تقدم بها السيد محمد جاي منصوري مدير الأكاديمية الجهوية للتربية و التكوين لجهة مكناس تافيلالت، أكد السيد مدير الأكاديمية أن الأستاذ المريني كإنسان، ومثقف، ومخلص لقيم وطنه، ومؤرخ؛ وليس مجرد مؤرخ عادي لتاريخ المغرب المعاصر والعديد من صفحاته الأدبية والسياسية والعسكرية والجيوستراتيجية، وإنما نعتبره شاهد عيان ووجدان على حقبة جد حساسة وحاسمة من هذا التاريخ، لاسيما والأمر يتعلق بمرحلة التقاطعات والتجاذبات الاستعمارية فوق خريطته بذرائع متعددة وبإصرار المغاربة على مقاومتها، دفاعا عن هويتهم وحريتهم وكرامتهم. و أضاف السيد مدير الأكاديمية أن قوة المؤلف تكمن في القدرة على الموازنة بين الكاتب المثقف و رجل الدولة المتميز دون أن يؤثر أحد على عمل الآخر. كما تكمن قوته كذلك في دقته و تواضعه و خصاله الحميدة التي أكسبته احترام و تقدير مختلف معارفه.
من جانبه، أبرز الكاتب عبد الحق المريني، في كلمة بالمناسبة، أن هذا المؤلف يروم توجيه الأجيال الصاعدة وتقريبهم من بعض المحطات التاريخية من تاريخ المغرب ليعرفوا أن استقلال المغرب سبقته نضالات العرش والشعب. واستحضر المريني، خلال هذا اللقاء، الدور الأساسي والمحوري لجلالة المغفور له محمد الخامس في تاريخ المغرب المعاصر، مشيرا إلى أن الملك الراحل وقف سدا منيعا أمام محاولات الاستعماريين لسلب المغرب كل ما تبقى له من مظاهر سيادته، وكان الأمين الأوفى على حقوق شعبه وأنه تعلق بحب الكفاح والنضال والاستشهاد في سبيل العقيدة الراسخة لتحرير الوطن.
وبخصوص مضامين الكتاب فقد تناولها الأستاذ الباحث جمال الحيمر وفق قراءة علمية عالج من خلالها كرونولوجيا التاريخ المغربي عبر ثلاثة فصول تتناغم بضوابط جعلت منه إنتاجا علميا يراعي شروط البحث التاريخي وإسهاما حقيقيا في الكتابة التاريخية العلمية إذ أن كل محطة تاريخية تناولها الكاتب هي قابلة لأن تكون مشاريع بحوث مستقبلية وذلك لتوفره على معلومات تاريخية مهمة.
وصلة بالأحداث التي ناقشها السيد عبد الحق المريني في مؤلفه فقد أشار مدير منشورات “الزمن” عبد الكبير العلوي الإسماعيلي، من جهته، إلى بعض الأحداث التي عاشها المغرب خلال فترة ما قبل الحماية عندما بدأت القوى الغربية في تلك الفترة تتهيأ لاحتلال المغرب الذي كان بحكم موقعه الجغرافي محط أطماع غربية.
في نهاية اللقاء تم توقيع الكتاب ” محطات في تاريخ المغرب المعاصر” لفائدة الحاضرين وعلى رأسهم السيد والي جهة مكناس تافيلالت والكاتب العام للولاية ورؤساء المصالح الخارجية ونواب وزارة التربية الوطنية بالجهة، بالإضافة إلى العديد من المثقفين والباحثين والأطر التربوية.
يذكر أن عبد الحق المريني أصدر عدة مؤلفات من بينها «الجيش المغربي عبر التاريخ» و «شعر الجهاد في الأدب المغربي»، فضلا عن دراسات وبحوث في التاريخ والأدب.