هكذا تنشط شبكات الدعارة بمدن الشمال وتنشر مومسات “السيدا” بين “الزبائن”
24ميديا:
تنتشر الدعارة بمختلف أصنافها وأنواعها على طول الشريط الساحلي للمدن الشمالية، من تطوان مرورا بمرتيل والمضيق حتى طنجة.
دعارة راقية لزبناء من نوع خاص يدفعون بسخاء نظير إقامة الليالي الحمراء بأفخم الإقامات المفروشة والفيلات الخاصة.. ودعارة الرصيف التي تقتنص زبناء من أصحاب السيارات الراغبين في قضاء نزوات عابرة في وقت محدود، وبأماكن شبه خالية بهوامش المدن وبعض مواقف السيارات التي لا تعمل إلا في فصل الصيف. هناك نوع ثالث من الدعارة بأبخس الأثمان ويتعلق بمومسات الشوارع اللائي يرافقن الزبائن لممارسة الجنس ببعض البنايات المهجورة أو أوراش البناء التي لم تكتمل بعد.
الخطير في الأمر هو بحث شبكات البغاء وسط المؤسسات التعليمية عن تلميذات وطالبات وإغرائهن بمبالغ مالية عالية مقابل الانغماس في عالم الدعارة ودهاليزه المجهولة التي تحف بالأخطار من كل جانب.
التحقيق التالي يقتحم قلاع الدعارة بالشريط الساحلي للمدن الشمالية
البداية من مرتيل
اقتحمت «الأخبار» قلاع الدعارة ببعض مدن الشمال وكانت البداية من مرتيل المدينة السياحية التي تعتبر الوجهة المفضلة للكثير من الراغبين في قضاء الليالي الحمراء، وممارسة الدعارة من مختلف أصنافها وأنواعها. الساعة تشير الى التاسعة ليلا، دخلنا مقهى مشهورة بتقديم الشيشة وبها وجدنا بعض الفتيات يجلسن على طاولات رفقة شبان آخرين، على الطاولات الأخرى كانت بعض الفتيات تجلسن وحيدات فيما أخريات مع رفيقاتهن. طلبنا مشروب قهوة وكان لزاما علينا أن نطلب الشيشة كي لا نثير الشكوك حولنا. على الجانب الآخر كانت فتاة ترمقنا بنصف نظرة. لباسها يفضح مفاتن جسدها أكثر مما يستر. طلب منها مرافقي بإشارة أن تشاركنا الطاولة فلبت بسرعة وكأنها كانت تنتظر ذلك. حملت الشيشة لتأخذ منها نفسا عميقا وخاطبتنا بسؤال مفاجئ يروم الكشف عن هويتنا أولا وبعدها ماذا نريد. قلنا لها إننا غرباء لا نسكن المدينة، وقد ساعدنا في ذلك إتقاننا للكنة غير التي تتحدث بها المناطق الشمالية. ادعينا أننا مهاجرون نريد قضاء ليلة حمراء بمرتيل، وما يتبعها من مخدرات وخمور حتى تمر الليلة في أحسن الأجواء. شددنا على أننا متزوجون ولا نريد أي مشاكل تذكر. أجابت أنها فهمت قصدنا «كونو هانيين كاين ديار نقيين ما كايشكش فيهم البوليس». «لكن على قدر جيبكم فالليالي الحمراء فيها وفيها». طلبنا توضيحات أكثر فبادرت الفتاة إلى الشرح بالتلميح فقط، قالت «إذا كنت وصديقك تريدان منزلا آمنا بالإضافة إلى ما يتبع السهرة، سأنادي على صديقتي لتلتحق بنا بالمنزل حوالي منتصف الليل، وأهاتف «طاكسيا» صغيرا ليوصلكم إلى الإقامة بالضبط. ثمن كراء المنزل وما يتبع السهرة ستدفعونه بمجرد دخولكم المنزل، أما الباقي من حقي وحق مرافقتي فأنتما وجودكم..». ثمن كراء الشقة قالت إنه يصل 500 درهم وما يتبع السهرة سيتكلف به شخص يجلب كل شيء والثمن يتم تحديده بناء على نوع الطلبات.
حاولنا استدراجها للحديث عن هوية الشخص جالب الطلبات هذا وما إن كان قادرا على تلبية طلبنا في جلب «الغبرة» مخدر الكوكايين، فصعقت لترد علينا بصوت عال إنها تمارس البغاء وليست سمسارة لبائعي المخدرات القوية. خاطبها مرافقي أننا لسنا جادين في طلبنا وأننا نمزح فقط. قالت «ويلي جبتو لي الشك، قلت واقيلا أصحاب الحال…!!!». دفعنا ثمن القهوة وخرجنا للتجول بشوارع مرتيل، بعد أن سجلنا رقم هاتف المومس التي أصرت على أن تذكرنا في كل مرة، على أن ثمن قضاء الليلة الحمراء الذي سندفعه لها ولصديقتها هو نصف ما تحصله في فصل الصيف عندما يكون الرواج السياحي بالمدينة نشيطا. ادعينا أننا سنربط الاتصال بها بعد أقل من ساعة بعد أن نسحب النقود من الشباك البنكي لنحدثها عن متطلبات الليلة ومن ثم إرسال الطاكسي الصغير لينقلنا إلى الإقامة المذكورة.
بشوارع مرتيل كانت حركة الراجلين خفيفة مقارنة بما تكون عليه في الحالات المعتادة، شاهدنا العديد من الممارسات للدعارة تقفن على الرصيف، وأخريات فضلن المشي على جنبات الشوارع شبه المظلمة لاقتناص الزبائن.
المضيق بعد منتصف الليل
انتقلنا بعدها إلى المضيق وكانت الساعة تشير إلى منتصف الليل أو أكثر من ذلك بقليل، بالشارع الرئيسي المؤدي إلى الفنيدق وجدنا مومسا تقف إلى جانب الطريق، ما أن توقفنا حتى بادرت إلى محاولة ركوب السيارة من الخلف لكن الأبواب كانت محكمة الإغلاق. وقفت إلى جانب السيارة وخاطبتنا بدون مقدمات هل تريدان ممارسة الجنس أنتما معا أم واحد منكم فقط؟ كانت سيدة في الأربعينات من عمرها أو أكثر على الرغم من بعض الماكياج الذي وضعته على وجهها لإخفاء سنها الحقيقي، إلا أن ذلك لم يجد نفعا. قلنا إننا نرغب في فتاتين شابتين لقضاء نزوة عابرة وإننا لا نريد المبيت كما اقترحت هي، قالت إنها ستناولنا رقم هاتف لممارسة في مجال القوادة يمكنها أن تجلب لنا ما نريد لكن قبل ذلك يجب أن ندفع مقابل منحنا رقم الهاتف 50 درهما. اقترحنا مبلغ 20 درهما فسلمناه لها وسلمتنا رقم هاتف السيدة التي ستتدبر لنا الفتاتين، اتصلنا بها مباشرة عدة مرات دون أن تجيب، قبل أن تعاود الاتصال بنا وتعتذر عن تلبية طلبنا بدعوى الوقت المتأخر من الليل، لكنها ظلت تلح في الجواب على سؤالها عن المصدر الذي ناولنا رقم هاتفها وما إن كنا على معرفة مسبقة بها. ادعينا أننا سبق أن تعاملنا معها فنصحتنا بالذهاب إلى بعض المراقص الليلية على طول الساحل، أو تأجيل نزوتنا إلى الغد حتى نعطيها فرصة لتتدبر لنا ما نريده. خاطبناها أننا سنتدبر مومسين ولكن المشكل في الشقة التي يمكن أن تحتضن الليلة الحمراء. طلبنا منها أن تدلنا على أسماء بعض الإقامات والفنادق التي يمكنها أن تستقبل المومسات والراغبين في ممارسة الدعارة، فرفضت أن تدلي بأي اسم معلقة بالقول «ايلا عندكم الفلوس راه كلشي كاين، سيرو لوطيل ولا إقامة ولا حتى جنب البحر…».
دعارة بطعم السيدا
بعد المومس المصابة بالسيدا التي تم إلقاء القبض عليها بطنجة في الأيام القليلة الماضية، حيث تم إخضاع العديد ممن مارست معهم الجنس إلى التحاليل الدقيقة لمعرفة مدى إصابتهم بالمرض وانتقال العدوى، تحدثت مصادرنا على أن مومسا أخرى تمارس البغاء بأحد شوارع مرتيل «ميرامار» وهي مصابة بالسيدا التي انتقلت إليها بفعل تقديمها لخدمات جنسية بسبتة المحتلة. المومس تتخذ من شارع ميرمار مكانا لاصطياد الزبائن الضحايا خاصة أنها تمارس الدعارة مقابل ثمن بخس، الشيء الذي يطرح التخوف من إقبال المراهقين وبعض التلاميذ على مغامرة ممارسة الجنس مع المومس وهم لا يعلمون بإصابتها فتكون الكارثة.
المومس وحسب مصادر «الأخبار» حاولت في وقت سابق أن توقف ممارستها للدعارة عند علمها بالإصابة بالسيدا، لكنها فشلت في ذلك بالنظر إلى المعاناة الاجتماعية التي تكابدها والفقر الذي تعيشه، فهي مطالبة، تضيف نفس المصادر، بالسفر إلى طنجة نهاية كل أسبوع من أجل زيارة مركز مختص في مساعدة المرضى الحاملين لفيروس الايدز، يقدم بعض الأدوية مجانا من أجل العلاج وبعض النصائح الضرورية في التعامل مع المرض للحد من انتشاره.
هذا وتتطلب حالة المومس المصابة بالسيدا بمرتيل التدخل العاجل للسلطات المختصة من أجل البحث عن هويتها وإجراء التحاليل المخبرية اللازمة للتأكد من إصابتها بمرض الايدز وضرورة إخضاعها للعلاج ومنعها من مزاولة أقدم مهنة في التاريخ وزرع السيدا وانتشارها داخل المجتمع.
الدعارة.. الهجرة إلى الساحل الشمالي
تقصد العديد من الفتيات المدن الشمالية من أجل ممارسة الدعارة لتحسين الدخل المادي والهروب من حياة الفقر والتهميش التي يعشنها في قراهم ومدنهم. غالبية المومسات ينحدرن من محيط اجتماعي هش يعاني الفقر والبطالة، هناك من المومسات في سن الشباب من تؤثثن فضاء الدعارة الراقية، وهناك من المطلقات أو التي تخلى أزواجهن عليهن ممن يمارسن البغاء من أجل توفير لقمة العيش حتى وإن كانت مغموسة في الذل والهوان وعرض الجسد للبيع. شبكات منظمة للقوادة تغتني على حساب استقطاب الراغبات في امتهان الدعارة وتسهل ولوجهن إلى الميدان من أبوابه الواسعة. عند حلول الصيف تطفو ظاهرة الدعارة بشكل واضح على السطح، ويكثر الطلب والتهافت من طرف الزبائن الزوار على ممارسة الرذيلة بنسبة مضاعفة مقارنة مع باقي أيام السنة، حتى أن هناك من المومسات المحترفات من يعملن بمجال الدعارة خلال الصيف فقط ويغادرن بعدها الشريط الساحلي بعد تحصيل مبلغ مهم من المال. وجهات استقبال الراغبات في ممارسة البغاء بالساحل الشمالي تختلف باختلاف معايير خاصة بالجمال والشباب والاحترافية والقبول ببعض الممارسات الشاذة والتنافس في إرضاء الزبون هو الفيصل، قد تكون الوجهة فيلات فخمة أو إقامات فاخرة أو مراقص ليلية تكلف ثمنا باهظا لارتيادها. وقد تكون الوجهة شارعا من شوارع مدن الشمال أو شواطئها لاقتناص زبائن اللذة.
دعارة.. من نوع خاص
هناك نوع خاص من الدعارة الراقية لا يتم الحديث عنه في الغالب، هي دعارة تمارس بعيدا عن الأعين داخل فيلات فخمة، زبناؤها من نوع خاص ومومساتها كذلك. في نفس الموضوع تحدث مصدر من طنجة لـ»الأخبار» رافضا كشف هويته؛ «زبناء هذا النوع من الدعارة الراقية يحرصون كل الحرص على أن لا تشاهدهم الأعين المتلصصة، ربما لحساسية مناصبهم ومكانتهم داخل المجتمع. هؤلاء لا يهمهم المبلغ الذي يدفعونه مقابل قضاء الليالي الحمراء بقدر ما يهمهم أن يكون المكان آمنا من مداهمة الأمن». مومسات هذا المجال من الدعارة الراقية، حسب المصدر ذاته، يركبن أفخم السيارات ويتكلمن لغات أجنبية بطلاقة، إلى جانب إتقانهن إرضاء الزبون وإشباع رغباته الجنسية بكل الطرق، إذ يتقن كذلك فن الرقص والتعري وعمليات التدليك وأشياء أخرى. من الصعب جدا اختراق فضاء هذه الدعارة الراقية والوصول إلى المتاجرين فيها إلا إذا كنت زبونا مشهورا من عالم المال أو السياسة أو الاتجار في الممنوعات والمخدرات.
شبكات تستدرج تلميذات المدارس
في إطار تحقيقها في موضوع انتشار الدعارة توصلت «الأخبار» إلى معلومات خطيرة تهم عمل بعض شبكات القوادة بمدن الشمال واستهداف محيط المؤسسات التعليمية والجامعات من أجل اصطياد التلميذات والطالبات لإيقاعهن في فخ ممارسة الدعارة مقابل إغرائهن بالمال. شبكات القوادة هذه تراقب الفتيات ممن تتوفر فيهن الشروط المطلوبة من طرف الزبون، وتشرع في تتبع حركاتهن وجمع أكبر قدر من المعلومات حولهن، للوصول إلى نقاط الضعف التي يمكن أن تجدي في إغرائها بدخول عالم الدعارة. هناك من تكتفي شبكات القوادة بتسليمه رقم هاتف الفتاة أو عنوانها على الموقع الاجتماعي فيسبوك، وبعدها يكمل هو عملية الإغراء بنفسه. وهناك من تتكفل هذه الشبكات بجلب الضحية إليه بإغرائها بمبالغ مالية خيالية بالنسبة إليها، وتقديم بعض الهدايا من هواتف باهظة الثمن وحواسيب وأجهزة إلكترونية، بالإضافة إلى بعض الملابس والحلي. أغلب التلميذات والطالبات المغرر بهن ممن يلجن عالم الدعارة من هذا الباب ينتمين إلى الطبقات الاجتماعية الفقيرة أو يعانين مشاكل أسرية مثل الطلاق والعنف داخل بيت الزوجية إلى غير ذلك. محيط المؤسسات والجامعات يعرف كذلك بعض الظواهر المشينة من مثل التحرش الجنسي بالأبواب عند وقت دخول وخروج الطلبة والتلاميذ. «الأخبار» عاينت وقوف العديد من الشباب والمراهقين وأصحاب السيارات والدراجات النارية الكبيرة بأبواب المؤسسات التعليمية في انتظار وقت خروج التلاميذ لتبدأ عملية اعتراض الفتيات والتحرش بهن والتنافس في ذلك بشتى وسائل الإغراء من سيارات فارهة ودراجات نارية مكلفة وباهظة الثمن.