الدار البيضاء 2014 ..رسم خارطة طريق نحو مستقبل اقتصادي واجتماعي واعد

0

24ميديا:عبد اللطيف الجعفري 

تكرس الدار البيضاء نفسها سنة بعد أخرى كقطب اقتصادي كبير، بالنظر للمؤهلات التي تتوفر عليها، وهو ما جعلها تدخل سنة 2014 مرحلة السرعة القصوى في المجال التنموي.

وذلك من خلال مشاريع ضخمة ضمها مخطط تنمية جهة الدار البيضاء الكبرى (2015- 2020) ، الذي يعتبر خارطة طريق نحو مستقبل اقتصادي واجتماعي واعد.

وإذا كانت الدار البيضاء قد شهدت خلال السنوات الأخيرة عدة مشاريع مهمة في مختلف المجالات ، فإن الخصاص بها ما يزال بينا وواضحا، والذي يعزى في جانب منه إلى طريقة تدبير الشؤون المحلية العاصمة الاقتصادية ، وضعف الحكامة كما جاء في الخطاب الملكي الشهير الذي سبق لجلالته أن ألقاه في البرلمان والذي تم التطرق فيه لمشاكل هذه المدينة.

ولسد هذا الخصاص ، جاء هذا المخطط ، الذي ترأس صاحب الجلالة الملك محمد السادس، في 26 شتنبر الماضي حفل إطلاقه ، إذ شكل هذه المخطط لحظة قوية أعادت للعاصمة الاقتصادية وهجها الاقتصادي وقدرتها على معانقة مستقبل حافل بالعطاء.

دعم المكانة الاقتصادية لجهة الدار البيضاء

وبالعودة إلى هذا المخطط ، الذي يندرج في إطار التعليمات الملكية لاسيما تلك الواردة في الخطاب الذي ألقاه جلالته بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الثالثة من الولاية التشريعية التاسعة (11 أكتوبر 2013)، فإنه يروم دعم المكانة الاقتصادية لجهة الدار البيضاء الكبرى بهدف جعلها قطبا ماليا دوليا حقيقيا، وتحسين إطار عيش ساكنتها، والحفاظ على بيئتها وهويتها. وينهل هذا البرنامج الطموح، القائم على مقاربة مجددة من حيث أفقية واندماج وانسجام التدخلات العمومية، من التجارب الرائدة لبعض المدن العالمية التي أثبتت فعاليتها في مجالي التسيير والتخطيط.

ويتمحور هذا المخطط حول أربعة محاور إستراتيجية. حيث يولي المحور الأول، الذي يروم تحسين ظروف عيش الساكنة (6ر2 مليار درهم)، اهتماما خاصا للفئات الاجتماعية في وضعية هشاشة، وللأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك في تكامل تام مع برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.

تعزيز مراكز ومنشآت القرب

ويهم هذا المحور تعزيز مراكز ومنشآت القرب، ومواكبة القطاع غير المهيكل، وتعميم التعليم الأولي، وتأهيل البنيات الصحية، وإحداث مركز لتدبير التدخلات الاستعجالية وعمليات الإغاثة، وحماية البيئة، وتحسين ظروف السكن، وتعميم التغطية بشبكات الماء الشروب والكهرباء والتطهير السائل.

ويهدف المحور الثاني إلى تعزيز الحركية على مستوى الجهة (27 مليار درهم)، وذلك من خلال تمديد خطوط الطرامواي، وتعزيز أسطول الحافلات، وتهيئة الطرق الحضرية والإقليمية والطرق السيارة، وإنجاز المنشآت الفنية والأنفاق.

أما المحور الثالث فيروم تعزيز الجاذبية الاقتصادية للجهة عبر إعادة هيكلة المناطق الصناعية الحالية، وتهيئة مناطق صناعية جديدة، وتهيئة مناطق للخدمات واللوجيستيك، وتحسين مناخ الأعمال. وسيتم تمويله في إطار شراكة بين القطاعين العام والخاص.

وبالنسبة للمحور الرابع (2 مليار درهم)، فيتوخى تكريس مكانة الجهة كوجهة وطنية ودولية للتجارة والترفيه، وفضاء لاستقبال التظاهرات الكبرى. وسيتم في هذا الإطار بناء مسرح كبير، وقرية رياضية، وتأهيل مركب محمد الخامس، وفضاء “لكازابلونكيز”، وتأهيل الشريط الساحلي وغابة “مرشيش” وحديقة الحيوانات عين السبع.

تعزيز مشروع “وصال الدار البيضاء-الميناء”

ويأتي مخطط تنمية جهة الدار البيضاء الكبرى (2015- 2020) لتعزيز مشروع “وصال الدار البيضاء-الميناء” الذي يروم تحويل نشاط جزء من المنطقة المينائية للدار البيضاء بكلفة 6 مليارات درهم، والذي سينبثق عنه ورش كبير للتأهيل يشمل مجموع الدار البيضاء، من خلال إحداث مركز حضري جديد على صعيد المدينة وتجمعاتها ، وتثمين الحي التاريخي للمدينة العتيقة وساحلها السياحي، وبالتالي إبراز المدينة كوجهة رائدة للسياحة الثقافة وسياحة الأعمال والرحلات البحرية.

وإذا كان المستقبل يعد بالشيء الكثير بالنسبة للعاصمة الاقتصادية في ضوء هذا المخطط ، فإن الحاضر يشهد حركية على مستوى البنيات التحتية ، وهو ما تجسد في بعض المشاريع الهامة التي رأت النور أو التي يتم إنجازها ، منها مشروع نفق دكار بشارع المقاومة، الذي افتتح مؤخرا باعتباره نفقا من الجيل الجديد يدمج تجهيزات عديدة للسلامة من منافذ للإغاثة ومخادع للسلامة والحريق، وتجهيزات للتهوية والإنارة، وتجهيزات للمراقبة الإلكترونية.

وقد بلغت الاستثمارات ، التي رصدت لهذا المشروع، الذي حل جزيئا مشاكل الاختناق المتعلقة بالسير على مستوى أكبر النقاط السوداء بمركز المدينة ، 240 مليون درهم . ومن بين المشاريع الهامة أيضا بالدار البيضاء ،” حديقة سندباد ” التي تعتبر أول حديقة ملاهي بالمغرب، والتي رصد لها مبلغ 400 مليون درهم.

شكلت الدار البيضاء على الدوام القلب النابض للاقتصاد الوطني والإقليمي

وتحتضن هذه الحديقة مرافق فندقية وخدماتية وحديقة للألعاب تحتضن 16 فضاء للعب وكراسي طائرة، ومنعرجات للتزلج، وسفينة قراصنة . وينضاف لكل هذه المشاريع ، الطريق السيار الحضري للدار البيضاء، الذي يجري توسيعه إلى مسارات ثلاثة على طول 5ر20 كيلومتر، والذي تقترب الأشغال به من النهاية حيث سيسمح هذا الطريق بتحسين انسيابية حركة السير على مستوى هذا المحور الطرقي الهام .

لقد شكلت الدار البيضاء على الدوام القلب النابض للاقتصاد الوطني والإقليمي بالنظر للمؤهلات الكبيرة التي تتوفر عليها في كافة المجالات، وهو ما بوأها مكانة رفيعة من حيث حجم المشاريع التي تبرمج أو تنجز بها ( الطرامواي ، المركز المالي للدار البيضاء ، المسرح الكبير )، لكن التحدي الذي يواجه هذه المدينة مستقبلا هو كيفية الحفاظ على موقعها الاقتصادي وتعزيزه حتى تتحول إلى فضاء منفتح على الاسواق الإقليمية ، خاصة الإفريقية منها .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.