بكلية علوم التربية ..الدورة الثالثة لملتقى شغف القراءة تقارب “دور القراءة في إحياء الوعي النقدي”.

0

ع.عسول
تنظم مؤسسة الفقيه التطواني بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل -قطاع الثقافة- زوال الثلاثاء القادم بكلية علوم التربية بالرباط ، الدورة الثالثة لملتقى شغف القراءة حول موضوع ” “دور القراءة في إحياء الوعي النقدي”.
يشارك في الملتقى كل من الأساتذة  نورالدين أفاية كاتب ومفكر، ماجدولين النهيبي  أستاذة باحثة وعمر حلي كاتب وباحث.
كما ستعرف الدورة إلقاء كلمات بالمناسبة لرئيسة المؤسسة المنظمة بوبكر الفقيه التطواني، عبداللطيف كداي عميد كلية علوم التربية وتدير أشغال الملتقى الكاتبة المبدعة لطيفة باقا .
كما يتم البث المباشر  للملتقى على الصفحة الرسمية للمؤسسة موقع اليوم 24.
وفيما يلي نص أرضية الندوة الفكرية..
***تعود مؤسسة الفقيه التطواني خلال الدورة الحالية من الملتقى السنوي لِشغف القراءة، إلى استكمال سبرها لموضوع “الوعي” في علاقته بشغف القراءة، فبعد فتحها للملف في الدورة السابقة من زاوية “دور القراءة في تشكيل الوعي عند الفرد والمجتمع”، تواصل النقاش اليوم من زاوية “دور القراءة في إحياء الوعي النقدي”. تطمح الدورة إذن، المساهمة في تعميق الحوار الرامي إلى تفكيك العناصر المتحكمة في الوعي عند الأفراد والجماعات وتسليط الضوء على الأبنية الظاهرة والأقل ظهورا المؤثرة في صناعة الوعي في أفق محاولة الإجابة عن السؤال الكبير: “أي دور يمكن للقراءة أن تلعبه في صناعة وعي نقدي بديل يحلّ محل الوعي الزائف؟”
نعلم جميعا أن الجواب عن هذا السؤال لن يكون جوابا مطلقا وحاسما لكننا نفترض أن هناك علاقة سببية بين القراءة واكتساب الوعي النقدي. فالكتاب هو أحد تلك النوافذ الصغيرة المفتوحة على إمكانية تجاوز المنظومة المؤطرة للفرد ولمواقفه التي تعمل على برمجته ليعيد إنتاج ردود أفعال تنحو نحو الاختزال والتبسيط، بعيدا عن أيّ نقد وأيّ مساءلة فكرية.
لقد أضحى امتلاك فكر نقدي ضرورة ملحّة في سيرورة تطور الشعوب والبلدان، فالوعي النقدي الذي يطمح إلى ترسيخ مبدأ الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، يصطدم في الغالب بجدل عقيم مغلق يرتمي بشكل أعمى في حضن النماذج الماضية المكرّسة التي أبان الواقع المعيش في أكثر من مناسبة عن قصورها في الإجابة عن متطلبات الفرد والمجتمع. فالوعي النقدي ينطلق أساسا من وضع مسافة ما بين الوعي من جهة والإيديولوجيا من جهة أخرى لمواجهة الأسئلة الحارقة التي يراهن عليها في أفق بناء مراجعات عميقة بل وجذرية في أحيان كثيرة.
يحظى الفرد القارئ، إذن، بفرصة حقيقية ليست متاحة لغير القارئ، في اكتساب وعي ورؤية واضحة للعالم مع امتلاك حسّ نقديّ يمكّنه من التعامل مع متغيرات الواقع بشكل حيوي ومتجدد.
وبناء على هذا الاعتبار، تضعنا إشكالية العلاقة بين القراءة وتشكيل الوعي النقدي في مواجهة القضية الأساس التي هي قضية جدل الفكر والواقع. القراءة في نهاية هذا التحليل، هي المشتل الذي نتعلم فيه وبواسطته القدرة على إعادة النظر في المسلمات والبحث عن الأجوبة المحتملة التي تقارب، أو بالأحرى تقرّب المسافة ما بين الفرد وواقعه انطلاقا من وعيه بذاته وبدوره كفاعل إيجابي في بيئته الاجتماعية منخرط في عصره وفي المرحلة التاريخية التي ينتمي إليها***.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.