واقع البحث العلمي وآفاق التدخل في مجال “الصحة النفسية والعقلية بالوسط الجامعي” .
ع.عسول
نظمت كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة محمد الخامس بالرباط، بتعاون مع فريق البحث وتكوين الدكتوراه في علم النفس، يوم الخميس 10 أكتوبر 2024، يوما دراسيا-تحسيسيا في موضوع ”الصحة النفسية والعقلية بالوسط الجامعي: واقع البحث العلمي وآفاق التدخل”.
وتأتي هذه التظاهرة العلمية في إطار الاحتفال باليوم العالمي للصحة العقلية والنفسية الذي يوافق العاشر من أكتوبر من كل عام، والذي اتخذ “الصحة النفسية في مكان العمل” شعارا له هذه السنة (2024).
ويشكل هذا اليوم العالمي فرصة لإذكاء الوعي بقضايا الصحة النفسية وتعبئة الجهود من أجل دعم الصحة النفسية.
وسجل بلاغ صادر عن المنظمين، أنه لا بد من التنصيص أن الصحة النفسية والعقلية هو جزء لا يتجزأ من الصحة العامة؛ إذ تعد مكونا أساسيا لا غنى عنه إلى جانب الصحة الجسدية والاجتماعية. بالإضافة إلى أن الصحة النفسية والعقلية ليست مرادفا للاضطراب النفسي والعقلي ولا نقيضه؛ باعتبار أنها، حسب منظمة الصحة العالمية، حالة من العافية أو الارتياح النفسي ﺗﻤﻜّﻦ اﻟﻨﺎس ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺿﻐﻮط اﻟﺤﻴﺎة، إدراك ﻗﺪراﺗﻬﻢ، اﻟﺘﻌﻠّﻢ واﻟﻌﻤﻞ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﻴّﺪ، إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﻬﻢ. وهو نفس التصور الذي ما فتئت تؤكد عليه مختلف الدراسات العلمية والتقارير الوطنية والدولية والاستراتيجيات القطاعية في مجال الصحة العمومية.
وعليه، في إطار انخراط الكلية والجامعة وفريق البحث في علم النفس في رصد ودراسة القضايا المجتمعية الراهنة، ونظرا لما تكسيه قضايا الصحة النفسية والعقلية بالوسط الجامعي وباقي مناحي الحياة من أهمية بالغة لارتباطها الوثيق بعدة مجالات حيوية كالصحة والحماية الاجتماعية والتنمية، هدَف هذا اليوم الدراسي-التحسيسي إلى تحقيق جملة من الأهداف، من أهمها ، الوقوف عند أهم المستجدات العلمية والممارسات المهنية في مجال الصحة النفسية والعقلية، رصد مختلف تأثيرات الصحة النفسية والعقلية على المستوى الفردي والجماعي؛ نشر ثقافة الصحة النفسية والعقلية وفق أسس علمية ومهنية مبنية على الأدلة، إذكاء الوعي الفردي والجماعي بأهمية الحفاظ على الصحة النفسية والعقلية والحد من الوصم؛ التحسيس بعوامل الخطر وطرق الوقاية من الاضطرابات النفسية والعقلية.
وبهذا المعنى يضيف البلاغ ، فإن اليوم الدراسي الذي جمع مجموعة من الأساتذة الباحثين والممارسين والفاعلين المنتمين إلى مختلف المشارب السيكولوجية والمؤسساتية، قام بتسليط الضوء على واقع البحث العلمي فيما يخص الصحة النفسية والعقلية، لا سيما بالوسط الجامعي مع استشراف آفاق التدخل لتحسين وحماية الصحة النفسية لمختلف الفاعلين (طلبة، إدرايين، أساتذة-باحثين، الخ).
وتوزعت محاور هذا اليوم الدراسي بين محاضرات علمية وورشات تطبيقية تحسيسية، قام بتأطيرها خبراء وأساتذة-باحثين وإخصائيين نفسيين في مجال الصحة النفسية، تناولت عدة قضايا ومواضيع من قبيل، تأثير الضغط والإجهاد الأكاديمي على الصحة النفسية للطلبة، المخاطر النفسية الاجتماعية بالوسط المدرسي ،الضغوط الاكاديمية لدى طلبة سلك الدكتوراه، إعداد أطروحة الدكتوراه: بين المعاناة والصمود، الصحة النفسية لدى الطلبة وتأثيرها على التحصيل الدراسي ،الصحة النفسية والمخاطر النفسية الاجتماعية في العمل ، الانصات والدعم النفسي لطلبة سلك الدكتوراه .
مما شكل فرصة للتفكير والتحليل بشكل جماعي ومن زوايا تخصصات مختلفة في حقول علم النفس، مع تقديم توصيات عملية، من شأنها المساهمة فعليا في تحسين الصحة النفسية والعقلية والوقاية من الاضطرابات النفسية على المستوى الفردي والجماعي.