“مأساة إنسانية على أمواج الهجرة وولادة طفل على قارب بين جزر الكناري”
الحدث 24 نسيم السعيدي
شهدت السواحل قبالة جزيرة لانزاروتي الإسبانية لحظة إنسانية مؤثرة تمثلت في ولادة طفل على متن قارب مكتظ بالمهاجرين من جنوب الصحراء، أثناء محاولتهم العبور نحو جزر الكناري. ووفقًا للسلطات الإسبانية، فإن قوات خفر السواحل وصلت إلى القارب قبل ولادة الطفل بفترة قصيرة، حيث تم نقل المولود ووالديه إلى المستشفى لتلقي الرعاية الطبية اللازمة. يأتي هذا الحدث في ظل استمرار تدفق المهاجرين من غرب إفريقيا وجنوب الصحراء نحو جزر الكناري، مما يعكس الظروف القاسية التي يواجهها هؤلاء الأشخاص في رحلة محفوفة بالمخاطر.
عبد الحميد جمور، الباحث في الهجرة والتنمية جنوب-جنوب، أشار إلى أن هذه الواقعة تسلط الضوء على معاناة المهاجرين غير النظاميين. وأضاف أن التحديات التي يواجهها هؤلاء المهاجرون أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا تتطلب تعزيز التعاون الدولي من خلال سياسات تحترم حقوق الإنسان وتضمن لهم حياة كريمة. وأكد أن الظروف التي يمر بها المهاجرون تكشف عن جزء من معاناتهم، خاصة في ظل وجود شبكات التهريب التي تدفعهم للمخاطرة بحياتهم في البحث عن فرص أفضل.
من جانبه، أكد حسن بنطالب، الباحث المختص في مجال الهجرة واللجوء، أن تناول قضايا الهجرة من زاوية أمنية فقط أثبت فشله. وأوضح أن هناك حاجة لرؤية شاملة تتناول الأبعاد الإنسانية والاجتماعية للمهاجرين، مشيرًا إلى أن بعض النساء يتعمدن الولادة على متن قوارب الهجرة لزيادة فرصهن في الوصول إلى أوروبا. ولفت إلى أن قوارب الموت تحمل العديد من الفرضيات والتكهنات، مما يستدعي مناقشة قضايا الهجرة من جميع الأبعاد وعدم رؤية المهاجرين ككتلة واحدة بل كأفراد يبحثون عن حياة أفضل.
تعكس هذه الحادثة الحاجة إلى مقاربة إنسانية في معالجة قضايا الهجرة، مع الأخذ بعين الاعتبار الأوضاع القاسية التي يواجهها المهاجرون أثناء محاولاتهم للوصول إلى أوروبا. ويؤكد الخبراء أن الحلول المستدامة التي تراعي حقوق الإنسان وتحترم كرامة المهاجرين ضرورية لتخفيف معاناتهم وتقديم الأمل لهم في حياة آمنة وكريمة.