الانتشار الكثيف للأمن ليلة العام الجديد جنب القنيطرة شبح المواجهات الدموية
24ميديا:بلعيد كروم-صورة من الأرشيف
لم يسبق للقنيطريين قط، أن استمتعوا بليلة هادئة تسودها السكينة والطمأنينة، مثل تلك التي عاشوها، ليلة أول أمس، وهم يستعدون لاستقبال السنة الميلادية الجديدة، وسط إجراءات أمنية مشددة، استحسنها المواطنون، وتمنوا لو أن العمل بها استمر طيلة أيام السنة، حماية لأرواح الساكنة وممتلكاتها.
وساهم التنسيق الأمني بين مختلف الأجهزة الأمنية والسلطات المحلية بالقنيطرة، في وضع كل أحياء عاصمة الغرب تحت المراقبة الأمنية، باعتماد استراتيجية الوجود الميداني في محيط جميع النقط السوداء بالمدينة، وكان باديا للعيان الإنزال المكثف لكل تشكيلات قوات التدخل وعناصر مكافحة الشغب، التي كانت منتشرة بزيها الرسمي بجميع الأماكن العمومية.
وإلى حدود منتصف ليلة اليوم نفسه، كان قسم الطوارئ الخاص بالحالات المستعجلة التابع للمركب الجهوي الاستشفائي، في شبه راحة تامة على غير العادة، وبدا خاليا إلا من الطاقم الطبي متعدد الاختصاصات، الذي استنفرته إدارة المستشفى، في هذه الليلة، لاستقبال جميع الوافدين في ظروف
جيدة.
وكشف مصدر طبي مسؤول أن جميع الاحتياطات تم اتخاذها لمواجهة كل الاحتمالات، بما فيها مضاعفة أعداد حراس الأمن الخاص للحفاظ على راحة المرضى، إلا أن الوضعية الأمنية التي عرفتها المدينة في هذه الليلة، قللت كثيرا من حجم الخسائر والأضرار التي كانت تعرفها القنيطرة عند حلول ليلة كل عام جديد، التي كانت تتميز دائما بارتفاع حصيلة ضحايا المواجهات الدموية بين شبان لعبت المخدرات والخمور بعقولهم.
وأفلحت الدوريات المتحركة، التي شاركت فيها أفراد القوات المساعدة وأعوان السلطة جنبا إلى جنب مع عناصر الأمن العمومي والشرطة القضائية، تنفيذا للتعليمات الصادرة عن كل من زينب العدوي، والي جهة الغرب الشراردة بني احسن، وعبد الله محسون، والي أمن القنيطرة، في استتباب الأمن في جل الساحات والأحياء، التي كانت تشهد وقتها حركة سير مكثفة.
وحسب مصدر أمني، فإن ولاية الأمن، لم تسجل سوى حوادث قليلة جدا تتعلق بالضرب والجرح المتبادل بالسلاح الأبيض، لم تتجاوز في مجملها عدد رؤوس الأصابع، مؤكدا أن الخطوات الاستباقية، التي اتخذت، في ذلك اليوم، كان لها الفضل الكبير في حالة الاستقرار التي عرفتها المدينة، خاصة، بعد وضع نقط مراقبة ثابتة بالقرب من المناطق الآهلة بالسكان.
وعاينت «المساء» شرطة المرور وهي تسهر على تنظيم حركة السير حتى الساعات الأولى من صباح اليوم الموالي، بعدما انتشرت عناصرها في مختلف الشوارع والمحاور الطرقية، وهو ما ساهم بشكل كبير في التقليل من حوادث السير داخل المدار الحضري خلال هذه الليلة، لاسيما بعد الإجراءات الصارمة التي طبقت في حق أصحاب الدراجات النارية ذات الحجم الكبير، التي يخلق بعض سائقيها رعبا كبيرا وسط السكان بفعل تهورهم.