جيراندو والخيانة المكشوفة وحينما يسقط القناع عن الكاذبين
الحدث 24 نسيم السعيدي
في عالم يضيئه نور الحقيقة، يحاول البعض العيش في الظلام، يحيكون المؤامرات وينسجون الأكاذيب، ظنًا منهم أن الكذب يمكن أن يتحول إلى حقيقة مع مرور الوقت. لكن هيهات! فالكذب مهما طالت حباله، مصيره الانكشاف. وهذا تمامًا ما ينطبق على المدعو جيراندو، الذي جعل الافتراء مهنته، والتضليل سلاحه الفاشل.
خرج علينا هذا الكلب المسعور بادعاءات مثيرة للشفقة، زاعمًا أن مسؤولين مغاربة يسافرون سرًّا إلى إسبانيا لحل ما سماه “قضية بيغاسوس”، وكأن المغرب دولة تعيش في الخفاء، وكأن رجالاته يتصرفون كما يفعل هو ومن يحركه في الظلام. ولكن دعونا نضع الأمور في نصابها، ولنكشف الحقيقة كما هي، بلا مساحيق ولا تزييف.
الحقيقة، التي يحاول جيراندو طمسها، هي أن السيد عبد اللطيف الحموشي، المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، قام بزيارة رسمية إلى إسبانيا يومي 28 و29 يناير 2025. زيارته لم تكن سرية، ولم تتم خلف الكواليس كما يدّعي هذا الدجال، بل كانت أمام أنظار الجميع، بحضور الإعلام، وبتصريحات رسمية نشرتها وكالات الأنباء. لم يكن هناك أي نوع من “الصفقات السرية” أو “المفاوضات المشبوهة”، بل كان هناك حوار مسؤول بين دولتين تجمعهما شراكة قوية وتعاون مستمر في عدة مجالات، أبرزها الأمن ومحاربة الإرهاب.
أما جيراندو وأمثاله، فلا يعيشون إلا على الفبركة، يحوّلون الوقائع إلى أكاذيب، ويجتهدون في قلب الحقائق لصالح أجنداتهم البائسة. التقارير الأمنية والبيانات الرسمية واضحة ومتاحة للجميع، ولكن هذا الذليل يصرّ على تزييف الواقع لإرضاء أسياده الذين يتلذذون بمهاجمة المغرب كلما أتيحت لهم الفرصة.
كلب ينبح بأوامر أسياده! لا غرابة أن يكون جيراندو مجرد بوق لأطراف لا تطيق رؤية المغرب يسير بثبات نحو المستقبل، هذه الأطراف التي تتمنى لو كان بلدنا رهينة للفوضى والتبعية، لكنها تصطدم في كل مرة بجدار صلب من الوطنية والوضوح. هو مجرد دمية تحركها خيوط الخارج، لا رأي له ولا موقف، وكل ما يفعله هو إعادة تدوير الأكاذيب وصبّ الزيت على نار أوهامه التي لا تشتعل إلا في مخيلته المريضة.
أما المثير للسخرية فهو أن هذا الكذاب، الذي يدّعي أنه “رجل أعمال” في كندا، ليس سوى مرتزق مفضوح، مجرد بائع للملابس الداخلية النسائية، يتقمص دور الخبير السياسي وهو بالكاد يعرف كيف يدير متجره الصغير! شخص اعتاد الخضوع لأسياده، يلهث خلف الفتات مقابل مهاجمة وطنه، متوهمًا أنه قادر على التأثير في الرأي العام بأكاذيبه السخيفة.
المغرب لم ولن يكون رهينة لأكاذيب المرتزقة أمثال جيراندو. بلدنا يسير بخطى ثابتة بفضل رجالاته الذين يعملون بشفافية ومسؤولية، لا بالخفاء ولا بالتواطؤ. أما هو، ومن معه، فلن يجدوا سوى الخزي والعار وهم يرون محاولاتهم تتهاوى أمام صلابة الدولة ومؤسساتها.
“التاريخ لا يرحم الكذابين، والشعوب لا تُخدع إلى الأبد. تحية لكل رجل يعمل بإخلاص، أما جيراندو فسيظل مجرد صوت أجوف.. يصرخ في الفراغ ولا يسمعه أحد.”وكلب ينبح في الخلاء