الجزائر في ورطة.. فضائح تكشف تواطؤها مع المليشيات المسلحة
بقلم نسيم السعيدي
تسارعت الأحداث في الأيام الأخيرة لتفضح الجزائر أمام المنتظم الدولي، حيث ظهر دورها المثير للجدل في دعم المليشيات المسلحة، وتورطها في التدخلات العسكرية التي تضر بمصالح الدول المجاورة. جاء هذا التورط جليًا من خلال إرسال وزير الخارجية الجزائري إلى سوريا، لتقديم طلب رسمي بإطلاق سراح ضباط جزائريين ومقاتلين من البوليساريو الذين كانوا يقاتلون إلى جانب نظام بشار الأسد في مناطق قريبة من حلب.
وبعد أن ألقت هيئة تحرير الشام القبض على هؤلاء الأشخاص، جاء رد فعل الرئيس السوري أحمد الشرع بالرفض القاطع، ليكشف مرة أخرى حجم التدخل الجزائري في شؤون الدول الأخرى. إن هذا الرفض من دمشق يُعد بمثابة إزاحة للقناع عن الجزائر، ويكشف عن دورها في دعم الميليشيات المسلحة، لا سيما البوليساريو، في مناطق النزاع، وهو ما يضعها في موضع اتهام دولي فيما يتعلق بزعزعة الاستقرار الإقليمي.
اليوم، أصبحت الجزائر أمام واقعٍ مرير، حيث باتت مثل الديك المدبوح، بعدما انكشف أمرها وأصبحت في مرمى الانتقادات على الساحة الدولية، رغم محاولاتها البائسة لتقديم نفسها كداعم للسلام في المنطقة. ولا يمكن إغفال أن الجزائر ما زالت تعاني من مشاكل داخلية ضخمة، من البطالة والمجاعة، التي تؤرق الشعب وتزيد من تعقيد الوضع العام في البلاد.
إن الجزائر الآن في ورطة كبرى على صعيد سياستها الخارجية، ويجب عليها أن تراجع حساباتها سريعًا. فقد أصبح من الواضح أنها لا تملك أي استراتيجية حقيقية للتعامل مع القضايا الإقليمية والدولية. عليه، فإن الوقت قد حان لكي تعيد الجزائر النظر في سياساتها التي باتت تضر بسمعتها ومصالحها، وتضر أكثر بمستقبل المنطقة بشكل عام.