المجاعة والبطالة في الجزائر تدفع النظام إلى تصعيد الهجمات الإعلامية ضد المغرب
الحدث 24:ن:س
في ظل أزمة اقتصادية خانقة تعيشها الجزائر، تتفاقم معاناة الشعب بسبب ارتفاع معدلات الفقر والبطالة، ما أدى إلى تفشي الجوع والمجاعة في بعض المناطق، خاصة في الجنوب والمناطق النائية. وبينما يتزايد الغضب الشعبي بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية، يلجأ النظام العسكري الجزائري إلى تصعيد الهجمات الإعلامية ضد المغرب، كوسيلة لصرف الأنظار عن أزماته الداخلية.
تواجه الجزائر أزمة اقتصادية حادة نتيجة الاعتماد المفرط على عائدات النفط والغاز، والتي لم تُترجم إلى تنمية حقيقية أو تحسين مستوى المعيشة. ووفقًا لتقارير اقتصادية، فإن معدلات البطالة وصلت إلى أكثر من 15%، في حين أن الشباب الجزائري يعاني من نقص فرص العمل والهجرة غير الشرعية أصبحت خيارًا يائسًا للهروب من الوضع المأساوي.
في الأحياء الفقيرة والمناطق الريفية، تتزايد مؤشرات الجوع، حيث يجد المواطنون صعوبة في توفير الاحتياجات الأساسية بسبب ارتفاع الأسعار وضعف القدرة الشرائية. طوابير طويلة للحصول على المواد الغذائية الأساسية باتت مشهدًا مألوفًا في المدن الجزائرية، وسط تدهور مستمر للعملة الوطنية.
مع تصاعد الغضب الشعبي بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية، لجأ النظام العسكري الجزائري إلى استخدام الإعلام كسلاح لتضليل الرأي العام. وبدلًا من مناقشة المشاكل الحقيقية التي يعاني منها الشعب، تعمل القنوات التلفزيونية والصحف الموالية للنظام على اختلاق قصص وهمية لمهاجمة المغرب، في محاولة لصرف الأنظار عن الفشل الداخلي.
أصبح الإعلام الجزائري مرتعًا للأبواق الدعائية التي تروج لأكاذيب حول الوضع في المغرب، متجاهلة الأوضاع الكارثية في الجزائر. ورغم كل هذه المحاولات، فإن الرأي العام الجزائري بات أكثر وعيًا بهذا المخطط، حيث تتزايد الأصوات المطالبة بالإصلاح الحقيقي بدلًا من التركيز على تصدير الأزمات للخارج.
يعتمد النظام العسكري الجزائري منذ سنوات على سياسة خلق “عدو خارجي” لإلهاء الشعب عن المشاكل الداخلية. المغرب هو الهدف الرئيسي لهذه الدعاية، حيث يتم اتهامه بكل شيء، من المؤامرات الاقتصادية إلى التدخل في الشؤون الجزائرية، في حين أن الواقع يؤكد أن الجزائر هي من تعاني من عزلة دبلوماسية وأزمة اقتصادية غير مسبوقة.
ورغم الحملة الإعلامية المستمرة، فإن الحقائق على الأرض تكشف زيف الادعاءات، حيث يواصل المغرب تحقيق تقدم اقتصادي واجتماعي، بينما تغرق الجزائر في مشاكلها الداخلية دون حلول واضحة في الأفق.
يبقى السؤال الأهم: إلى متى سيستمر النظام الجزائري في استخدام الإعلام كأداة لتضليل الشعب؟ وهل سيدرك الجزائريون أن الحل الحقيقي لمشاكلهم لن يكون في مهاجمة المغرب، بل في إصلاح الداخل وتغيير السياسات الفاشلة التي أوصلت البلاد إلى حافة الانهيار الاقتصادي والاجتماعي؟