النظام الجزائري في أزمة : فشل داخلي وتصدع في جبهة البوليساريو”
الحدث 24. /. :ن:س
النظام الجزائري يعيش اليوم مرحلة من الانكشاف الكبير أمام المنتظم الدولي، حيث أصبح من الواضح للجميع أن حكومته تركز بشكل كبير على مهاجمة جيرانها بدلًا من مواجهة الأزمات الداخلية التي تهدد استقرارها. من خلال متابعة القنوات الجزائرية الرسمية وشبه الرسمية، يلاحظ المتابعون أن جزءًا كبيرًا من التغطية الإعلامية مخصص لتشويه صورة المغرب، وهو ما يعكس محاولات يائسة للتغطية على الأوضاع الداخلية المزرية التي تعيشها الجزائر، من تدهور اقتصادي، تفشي البطالة، وأزمة اجتماعية خانقة، إلى تحديات سياسية غير مسبوقة.
في الوقت الذي تركز فيه وسائل الإعلام الجزائرية على نشر أخبار مغلوطة وغير مؤكدة عن المغرب، فإنها تغض الطرف تمامًا عن القضايا الداخلية التي تزداد تعقيدًا يومًا بعد يوم. يبدو أن النظام الجزائري يفضل تحويل الانتباه إلى الخارج بدلًا من الاعتراف بفشله في تحسين الوضع الداخلي لشعبه. وهذا التوجه يعكس عجز النظام عن معالجة القضايا الحقيقية التي تواجهه، مثل البطالة المتفشية، الفقر، وارتفاع معدلات الهجرة، فضلًا عن الفشل في إيجاد حلول جذرية لأزمة الغاز والموارد الطبيعية التي تهدد مستقبل الاقتصاد الجزائري.
من أبرز مظاهر الفشل التي تكشف ضعف النظام الجزائري هو فقدانه حتى السيطرة على جبهة البوليساريو، التي أصبحت تتبادل إطلاق النار مع الجيش الجزائري، مما يكشف عن التصدعات الداخلية في صفوف هذا الكيان الموالي للنظام. هذا الوضع ينذر بتفاقم الأزمات العسكرية والداخلية في الجزائر، ويؤكد فشل الجزائر الذريع في قيادة هذه الجبهة وتوجيهها بما يخدم مصالحها.
إن ما يعانيه النظام الجزائري من مشاكل داخلية كبيرة وتهديدات أمنية متزايدة يتناقض تمامًا مع محاولاته المستمرة لتوجيه الأنظار إلى الخارج من خلال الهجمات الإعلامية ضد المغرب، وهو ما يكشف عن ضعف شديد في قدرته على إدارة شؤون بلاده وتوجيهها نحو المستقبل.