الجارة البليدة… حين يعمي الحقد البصيرة

0

الحدث 24 بقلم الدكتور عبد السلام الفقير

في عالم السياسة، هناك جيران يبنون الجسور، وهناك آخرون يحفرون الخنادق. بين المغرب والجزائر، لم يكن التاريخ يومًا شاهدًا على عداوة طبيعية، بل على دعم غير مشروط قدمه المغرب لجارته أيام كفاحها ضد المستعمر، حيث كانت أرضه ملاذًا للأحرار، وكانت مدنه معابر للثوار، وكان شعبه سندًا حقيقيًا لمن طلب العون. لكن، ويا للمفارقة، ردّ الجميل جاء بنكران، وسياسة اختارت المواجهة بدل التعاون، والعرقلة بدل البناء المشترك.

اليوم، بينما يسير المغرب بخطى ثابتة نحو التنمية، مكرسًا نفسه قوة إقليمية صاعدة، ما زالت الجارة الشرقية تستهلك طاقتها في معاداته، منشغلة بقضية خاسرة لم تعد تقنع حتى أقرب حلفائها. لم تدرك بعد أن العداء لا يصنع تقدماً، وأن وهم الانفصال لن يكون سوى صفحة تُطوى في سجل الزمن، لأن الشعوب لا تُبنى على الكيانات الوهمية، بل على التاريخ المشترك والواقع القائم.

من المؤسف أن تصر دولة تمتلك إمكانيات هائلة على دفن رأسها في رمال الأوهام، بينما كان يمكنها أن تكون شريكًا حقيقيًا في نهضة شمال إفريقيا، بدل أن تكون عائقًا أمام تقدم المنطقة. ومع ذلك، ستبقى الحقيقة واحدة: المغرب ماضٍ في مسيرته، مدعومًا بشعبه وبملك اختار البناء بدل الهدم، والوحدة بدل التفرقة.

أما النباح، فلن يوقف قافلة تسير بثبات نحو المستقبل.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.