هل يدخل مروان الشماخ عالم السياسة من بوابة حزب الاستقلال ؟

0

الحدث 24

في تحول غير متوقع، أعلن الدولي المغربي السابق مروان الشماخ عن انضمامه إلى حزب الاستقلال، في خطوة اعتبرها الكثيرون بداية لمرحلة جديدة في مسيرته بعد اعتزاله كرة القدم. جاء هذا الإعلان خلال لقاء تواصلي نظمه الحزب يوم الاثنين 17 فبراير 2025 في دوار ابراشن التابع للجماعة الترابية آيت هادي بإقليم شيشاوة، بحضور الأمين العام للحزب نزار بركة، وعدد من البرلمانيين والمسؤولين المحليين. وقد حظي الشماخ بترحيب كبير من قبل مناضلي الحزب، الذين اعتبروا انضمامه إضافة نوعية.

بعد مسيرة رياضية مميزة، بدأها مع نادي بوردو الفرنسي وتألق خلالها في الدوري الإنجليزي الممتاز مع أندية مثل أرسنال وكريستال بالاس، ثم اختتمها مع كارديف سيتي، اعتزل مروان الشماخ كرة القدم عام 2019 ليبتعد عن الأضواء. لكن يبدو أن رغبته في خدمة بلده بطريقة مختلفة دفعته إلى اتخاذ قرار الانخراط في العمل السياسي، وهو ما ظهر جليًا في كلمته خلال اللقاء التواصلي، حيث أكد أن دخوله الساحة السياسية نابع من إحساسه بالمسؤولية تجاه وطنه، خصوصًا في ما يتعلق بتنمية المناطق القروية وتحسين ظروف الشباب.

اختيار حزب الاستقلال لم يكن عشوائيًا، فالشماخ يرى في الحزب توجهًا يتماشى مع قناعاته وأفكاره، خاصة فيما يتعلق بالدفاع عن العدالة الاجتماعية، وتقليص الفوارق بين المناطق الحضرية والقروية، وتعزيز دور الشباب في الحياة السياسية. كما أن تواجده في إقليم شيشاوة، الذي يعاني من تحديات تنموية كبرى، ربما كان دافعًا إضافيًا لدخوله هذا المعترك، حيث يسعى لأن يكون صوتًا لسكان المنطقة داخل الحزب، وربما في البرلمان مستقبلاً.

رغم أن الشماخ لم يعلن رسميًا عن نيته الترشح، إلا أن مصادر مقربة من الحزب أكدت أنه سيكون أحد الوجوه المرشحة للانتخابات التشريعية لعام 2026 عن دائرة شيشاوة. هذه الدائرة تعتبر من المناطق التي تحتاج إلى قيادات جديدة قادرة على جذب الاستثمار وتحقيق التنمية، وربما يرى الحزب في الشماخ شخصية قادرة على استقطاب الشباب وتعزيز حضوره داخل الإقليم.

قرار الشماخ دخول عالم السياسة أثار تفاعلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انقسمت الآراء بين مرحب ومتحفظ. البعض يرى أن انتقال نجوم الرياضة إلى السياسة أمر إيجابي، مستشهدين بتجارب دولية ناجحة مثل جورج ويا، لاعب كرة القدم السابق الذي أصبح رئيسًا لليبيريا. في المقابل، هناك من يعتبر أن السياسة تتطلب خبرة ومعرفة أعمق بالشأن العام، وأن الشماخ قد يجد صعوبة في التأقلم مع هذا المجال المعقد.

رغم الشعبية الكبيرة التي يتمتع بها مروان الشماخ، إلا أن دخوله معترك السياسة سيضعه أمام تحديات جديدة، أبرزها القدرة على التكيف مع متطلبات العمل السياسي، وفهم القضايا التي تؤرق سكان إقليم شيشاوة، إضافة إلى إثبات جديته في هذا المسار. كما أن نجاحه في السياسة لن يكون مرتبطًا فقط بشهرته الرياضية، بل بقدرته على تقديم حلول واقعية للمشاكل التي تواجه المواطنين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.