ظاهرة ترويج المؤثرين للمطاعم والمحلات التجارية بين التسويق والتضليل
في عصر الثورة الرقمية، أصبح المؤثرون على مواقع التواصل الاجتماعي جزءًا أساسيًا من الحملات الترويجية للعلامات التجارية، بما في ذلك المطاعم والمحلات التجارية. ومع تزايد عدد المتابعين لهؤلاء المؤثرين، تزايدت أيضًا قدرتهم على التأثير في قرارات المستهلكين. لكن هذه الظاهرة لم تعد مجرد وسيلة تسويق عادية، بل تحولت في بعض الحالات إلى أداة تضليل للمستهلكين، خاصة عندما يتم الترويج لمشاريع تجارية بناءً على مصالح مادية بحتة دون مراعاة الجودة أو الصدق في التقييمات.
التسويق عبر المؤثرين يعتبر أداة فعالة للتعريف بالعلامات التجارية، حيث يقوم هؤلاء بنقل تجاربهم إلى متابعيهم بأسلوب شخصي يجذب الانتباه أكثر من الإعلانات التقليدية. لكن المشكلة تبدأ عندما يكون هذا الترويج غير صادق، ويعتمد على الإعلانات المدفوعة دون إخبار المتابعين بذلك، أو عندما يتم تضخيم جودة المنتج أو الخدمة بشكل غير واقعي.
يلاحظ العديد من المستهلكين أن بعض المؤثرين يروّجون لمطاعم أو محلات تجارية حديثة الافتتاح، عبر نشر مقاطع فيديو أو صور تُظهر تجربة مثالية ومثيرة للإعجاب. في المقابل، وعند زيارة الزبائن لهذه الأماكن، يكتشفون أن الواقع لا يتطابق مع ما شاهدوه، سواء من حيث جودة الطعام، أو النظافة، أو مستوى الخدمة.
و من بين الممارسات التي أصبحت شائعة بين بعض المؤثرين، تقديم أفراد عائلاتهم، وخاصة زوجاتهم وأطفالهم، في مقاطع الترويج للمطاعم أو المحلات التجارية. الهدف من هذه الاستراتيجية هو كسب ثقة المتابعين من خلال إضفاء طابع شخصي وعائلي على الترويج، بحيث يبدو وكأنه تجربة طبيعية وليست مدفوعة.
لكن هذه الطريقة قد تكون أحيانًا وسيلة للخداع، خصوصًا عندما يتضح أن التجربة ليست حقيقية، بل مجرد إعلان خفي تم تصويره بعناية لإخفاء أي عيوب في المكان. بعض المؤثرين يصل بهم الأمر إلى التمثيل والمبالغة في المدح، بل وحتى إظهار مشاعر مصطنعة بهدف التأثير في قرارات المستهلكين، مما يطرح تساؤلات أخلاقية حول مصداقية المحتوى الذي يقدمونه.