سيدي سليمان.. مدينة تختنق بين غياب المساحات الخضراء وتردي البنية التحتية
الحدث 24 ن:س
تعيش مدينة سيدي سليمان على وقع اختلالات عمرانية وبيئية تعيق تطورها، حيث تعاني من غياب المساحات الخضراء، التي تعد المتنفس الوحيد للسكان، إضافة إلى بنية تحتية متهالكة لم تستطع المجالس البلدية المتعاقبة إعادة تأهيلها، ما جعل المدينة تعاني من تراجع ملحوظ في جودة الحياة.
ويُعد شارع محمد الخامس نموذجًا للفوضى التي تعيشها المدينة، إذ يتحول يوميًا إلى ساحة مواجهة بين رجال السلطة وأصحاب العربات المجرورة الذين يحتلون الملك العمومي، بينما تتكدس النفايات التي يخلفها الباعة الجائلون، مما يزيد من معاناة السكان ويشوّه جمالية المدينة.
كما تعاني المدينة من انعدام التشوير الطرقي وتعطل الأضواء المرورية، مما يؤدي إلى ارتباك في حركة السير وفوضى مرورية دائمة، حيث يجد السائقون والمارة أنفسهم في حالة من الضياع بسبب غياب علامات واضحة لتنظيم الأسبقية.
ولا يختلف الوضع كثيرًا في الأحياء السكنية، حيث يشتكي سكان حي الرياض، المحمدية، والسليمانية، التي تُعد من الأحياء الجديدة في المدينة، من تردي الأزقة والشوارع خلال فصل الشتاء، إذ تتحول إلى برك مائية ومستنقعات من الأوحال، في مشهد يعكس ضعف البنية التحتية وعدم ملاءمتها للظروف المناخية. ورغم الشكاوى المتكررة، تظل آذان المسؤولين المنتخبين صماء أمام هذه المعاناة، مما يزيد من إحباط الساكنة وشعورها بالتهميش.
وفي ظل هذه الأوضاع المتردية، وجب على المجلس البلدي إيجاد حلول جذرية لهذه المعضلة، بدلًا من اللجوء إلى حلول ترقيعية لم تعد تجدي نفعًا. إن تأهيل البنية التحتية، وإعادة تنظيم المجال الحضري، وتوفير فضاءات خضراء لساكنة المدينة، لم تعد مطالب كمالية، بل هي حقوق أساسية يجب أن تتصدر أولويات التدبير المحلي. فهل يتحرك المسؤولون لإنقاذ المدينة من هذا الوضع المتأزم، أم أن دار لقمان ستظل على حالها؟