الحدث 24
ذكرت وكالة بلومبرغ نيوز نقلاً عن مصادر مطلعة أن شركة أبوظبي الوطنية للطاقة (طاقة) قد أعادت التواصل مع مجموعة كريتيريا كايشا، المساهم الأكبر في شركة ناتورجي الإسبانية، بشأن صفقة محتملة للاستحواذ على حصة في “ناتورجي”. وأوضحت الوكالة أن وزير الاستثمار الإماراتي، محمد حسن السويدي، الذي يرأس أيضًا مجلس إدارة “طاقة”، زار إسبانيا مؤخراً لعقد لقاء مع أحد كبار مسؤولي “كريتيريا” في محاولة لإحياء المفاوضات.
ورغم هذه المحاولات، أكدت بلومبرغ أن “كريتيريا” لا تزال منفتحة على المحادثات بشرط ألا تسعى “طاقة” للاستحواذ على حصة أغلبية في “ناتورجي” وألا يؤدي ذلك إلى أزمة دبلوماسية مع الجزائر، التي تربطها علاقة استراتيجية مع “ناتورجي” من خلال عقود مع شركة سوناطراك الجزائرية. وكانت الحكومة الجزائرية قد هددت بوقف إمدادات الغاز إلى “ناتورجي” إذا تم بيع أسهمها لكيان أجنبي، مما يزيد من تعقيد المفاوضات.
يُذكر أن “ناتورجي” تمتلك 49% من خط أنابيب “ميد غاز” الذي ينقل الغاز الجزائري إلى إسبانيا والبرتغال، في حين تحتفظ الجزائر بالحصة المتبقية. كما أن الشركة الإسبانية ملتزمة بعقد طويل الأجل لتوريد 3 مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي الروسي المسال سنويًا.
في العام الماضي، أجرت “طاقة” مفاوضات مع شركتي CVC وGIP اللتين تمتلكان أكثر من 20% من أسهم “ناتورجي” بشأن شراء حصتيهما، كما دخلت في مفاوضات مع “كريتيريا” حول شراكة استراتيجية. ولكن التوترات السياسية بين أبوظبي والجزائر، إلى جانب حساسية العلاقة بين البلدين في مجال الطاقة، تشكل أبرز العراقيل أمام إتمام الصفقة.
على الرغم من عدم وجود توترات رسمية بين البلدين، إلا أن التصريحات السياسية والإعلامية تعكس توجسًا من تحركات الإمارات في هذا الملف. وكان الرئيس الجزائري قد ألمح في تصريحات سابقة إلى أن “دولة عربية توظف أموالها في بؤر التوتر العالمية”، في إشارة ضمنية إلى الإمارات.
يُشار إلى أن مجلس الوزراء الإسباني قد وافق في العام الماضي على اتفاقية مع الإمارات لحماية الاستثمارات الثنائية، مما دفع بعض وسائل الإعلام إلى اعتبار ذلك تمهيدًا لموافقة الحكومة الإسبانية على صفقة استحواذ “طاقة” على “ناتورجي”، التي قد تصل قيمتها إلى 26 مليار دولار. ولكن يبقى العائق السياسي، وخاصة النفوذ الجزائري في قطاع الطاقة الإسباني، التحدي الأكبر أمام إتمام الصفقة.