ياناس نقل الخبر ليس جريمة والصحافة من واجبها أن تعبر
24ميديا:بقلم نسيم السعيدي
منذ أن حملت على عاتقي أمانة مهنة الصحافة وأنا أحترم أسس ميثاق الشرف الصحفي وأخلاقيات المهنة ومنذ تولي هذه المهنة لم أرتكب أي خطئ مهني أو تم تكديبي من طرف أي جهة ولا أقوم بالإساء أو القدف أو التشهير أو لغة الخشب أو تصفية الحسابات بل أتطرق لكلما أنشر من أخبار تشمل المصداقية والحياد والموضوعية وأؤمن بالرأي والرأي الأخر والحمد الله على هذه المثابرة التي عشتها في مختلف المنابر الاعلامية التي سبق لي أن اشتغلت فيها ومهمتنا هي إطلاع الرأي العام بكل نبأ والتصدي وفضح كل من لم يقم بواجبه كما يجب عليه خصوصا المنتخبون الممارسون للسياسات العمومية ونحمد الله ونشكر ه على هذا الانجاز الذي قطعناه طيلة هذه السنين كما كان لي حظوظ في العمل الصحفي بالأقاليم الجنوبية المغربية كما حررت عدة مقالات من أجل تعزيز الجهة الجنوبية من أجل الدفاع عن الوحدة الترابية ونشر حقائق عن النمو التنموي الذي عرفته أقاليمنا الجنوبية وها نحن ندخل لسنة 2015 ومازلنا ننظال من أجل الديمقراطية ومحاربة المفسدين الذي ينهبون أموال الشعب أو الذين يتلاعبون بصحة الانسان في القطاع الصحي ما يهمنا نحن هو تكريس الحكامة الجيدة في السياسات العمومية كما يستلزم التركيز على الإعلام المهني بالنسبة لنا ، يؤكد على سلامة الموقف اتجاه مضمون ومحتوى وشكل الإعلام المهني المرغوب فيه، حتى يكون إعلاما مسؤولا وموضوعيا ونزيها في كل أشكال تعبيره، سواء في الإخبار والمساءلة والتنوير، بعيدا عن كل ما يجعله إعلاما رخيصا وانتهازيا ودعائيا، والمهنية بالنسبةلي، هي الممارسة المهنية التي تحترم العناصر الأساسية، التي يقوم عليها العمل الإعلامي المسؤول والجريء والنزيه، الذي لا يخشى في الحق لومة لائم، ولا ضغوط من يوظفون الإعلام لحماية مصالحهم، والتغطية على سلوكاتهم المنحرفة والمشبوهة، وفي تصفية خصومهم ومعارضيهم في جميع المجالات، إلى جانب التوظيف والاشتغال على كل الوسائط والآليات والمناهج والبرامج، المؤدية إلى التحسن والتطور في الممارسة الإعلامية الملائمة لحاجيات المتلقي للمادة الإعلامية، وتوسيع مجالات الانفتاح والتواصل مع الآخر، ومع كل التجارب الإعلامية الرائدة، التي يمكن أن تحصن وتطور المشهد الإعلامي في كل وسائل التعبير عنه، والحرص على التكوين وتطوير التجربة الإعلامية، مما يساهم في تقديم المنتوج الإعلامي الأكثر تطورا ورقيا في شكله ولغته ومضمونه، ومهنية صياغته، التي تتلاءم مع خصوصية المجتمع وحاجاته، وهويته الثقافية والتاريخية والحضارية، والمتناسبة مع جميع القدرات والفئات العمرية.وهذا هو الحرص الذي نحمل على عاتقنا نحن كمهنين في هذا القطاع
كما ينتصب مفهوم الإعلام المواطن في هذا السياق، للحديث عن الإعلام المتمسك بالهوية الوطنية والحضارية والتاريخية، من خلال وظائفه في ترسيخ قيم المواطنة ومعانيها الرمزية والمادية، التي لا تغازل ولا تساوم على الوطن في جميع المجالات، سواء في الإخبار أو المساءلة أو التنوير، ولا تتأخر في فضح كل اللوبيات والجهات التي تحاول النيل من الوطن والمواطنين، سواء كانت من الداخل أو الخارج، وبلورة هذه المواطنة في الحرص المطلق على استقلال الوطن وتحصينه، في جميع المجالات، وفضح كل الممارسات الفردية والجماعية، التي يمكن أن تنال من هذا الوطن، أو تعرقل تطوره الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والثقافي، والروح التي يجب أن يعبر عنها الإعلام التي تكمن في استعداد الفاعلين على بلورتها في اندفاعهم التلقائي لصيانة وحماية هذا الوطن، والمساهمة في بنائه، من خلال التعريف بالمجهودات الخلاقة والمبدعة والمتقدمة، الفردية والجماعية، التي تؤمن نهضة الوطن، وتسرع عجلة تطوره في جميع القطاعات الإنتاجية والخدماتية والتدبيرية، والإشادة بالبرامج والمشاريع التنموية، الكفيلة بالنهوض بالوطن، وتسريع عمليات تطوره في القطاع العمومي والخاص، وتعبئة كافة العلاقات والإمكانيات المتاحة، ومحاربة كل اللوبيات التي تعرقل الجهود المخلصة والمؤمنة والمواطنة، بعيدا عن الإعلام الذي يمكن أن يكون خائنا للوطن في هذه الظروف التي تقتضي مساهمته الوازنة والفاعلة في التعبئة، وتجنيد الإرادات الخيرة والوطنية لتحقيق التحدي المطلوب للوصول إلى ما يعزز الحاضر الوطني المشرق، ويمهد الطريق نحو المستقبل الزاهر لهذا الوطن.
ونؤكد بالملموس على أهمية الإعلام ودوره الريادي، وليس هناك حصر وتحديد للمفعول الملموس لهذا الإعلام في الظرف الراهن، الذي اجتاح كل القطاعات والبنيات والمؤسسات، وعجل بانفجار وتفكك كل الحواجز التي كانت تحول دون الوصول إلى الحقائق، والمعلومات والأسرار.
أين نحن في المغرب إذن من هذه الثورة الإعلامية، التي بخرت وإلى الأبد إمكانية وقف التدفق الهائل للأخبار والمعلومات، والحقائق في جميع التخصصات ..؟ وهل سيظل إعلامنا في الحدود الجغرافية التي يوجد فيها كما وكيفا ..؟ وهل لا يزال من الممكن الوصاية على هذا الإعلام الوطني، الذي حطم كل الحواجز، التي كانت تختزل دوره ومشاركته في التحولات المجتمعية ..؟ وهل الإعلاميون في الوطن لم يصلوا بعد إلى سن الرشد، وامتلاك الخبرة والمعرفة، التي تؤهلهم للقيام بدورهم المستقل الوطني والمدني ..؟ وهل هذا الإعلام الوطني غير قادر على أن يمارس مهام السلطة الرابعة كما هو عليه الأمر في الدول الديمقراطية الحديثة ..؟
بعيد عن لإعلام الانتهازي والبتزازي والغير مهني فإن واقع العمل الصحفي يستلزم الآن قبل أي وقت آخر دق ناقـــــــوس الخطر ، ويستوجب التحرك وبعجالة لردع أشباه الصحفيين وأصحاب الأقلام المؤجورة ، هؤلاء الأشخاص اللذين لم تعد تهمهم لا الأمانة الصحفية، ولا الشفافية في نقل الخبر، ولا التحري في صحة الخبر، ولم يعد يعنيهم أسس ميثاق الشرف الصحفي وأخلاقيات العمل وتقاليده ، كل همهم هو الاسترزاق والسعي وراء المال والمصلحة الخاصة ويلجؤون في ذلك إلى كل الوسائل الممكنة وحتى غير الممكنة !!! فيحدث أن تجد صحفيا يحرر مقالا يتغني فيه بالمبادئ والقيم و المثل الفاضلة ويدعوا إلى محاربة الفساد ومحاسبة المفسدين ، وقد تجده في اليوم الموالي يهلل ويمدح في نفس الأشخاص ويثني على مجهوداتهم ويبرر عثراتهم، ويستجدي لهم العفو والصفح والغفران لأسباب غامضــــــة لا يعلمها إلا الله والصحفي ومول الشكارة طبعا
تبقى الإشارة إلى نموذج آخر، محسوب على الصحافة والإعلام، وهو لا يمتلك ما يؤهله للانتماء إليها بل تجده يهلل ويمدح كل أصحاب حمالات الانتخابية السابقة لأوانها كما أنه قد يدعي على أنه مدير النشر لإحدى الصحف الجهوية كما أنه كان يبيع البطائق المراسلين لأصحاب الخضر وأصحاب محلات التجارية ويدعي على أنه صحفيا مهنا ، أكثر من انتمائه إلى خفافيش الليل والانتهازيين، الذين يجتهدون في إهانة المهنيين الحقيقيين، والمس بشرفهم وأعراضهم .. فهؤلاء من الزنادقة، الذين تربوا على الأخلاق الوضيعة، مما يجعلهم يحسون دائما بالنقص والحقد على النجاحات التي يحققها ضحاياهم، الذين لا يردون على انتقاداتهم، وشتائمهم التي تطابق حقا منتوجاتهم المنحرفة، التي لاعلاقة لها بالإعلام والصحافة، ويكفي أن مشاعرهم المرضية الخبيثة، خير عزاء ورد على حماقاتهم ونباحهم، الذي لا يستحق الرد عليه، ولن نترك مناسبة الحديث عنهم، دون التأكيد على أن مساحة وحجم قاذوراتهم لا أحد من شرفاء الصحافيين والإعلاميين مضطر للإجابة عنها، فبالأحرى قراءتها على المواقع الاجتماعية، وإن كان من نصيحة يمكن توجيهها لهم فهي تغيير الوجهة، والبحث عن الأسباب التي جعلتهم مجرد (كلاب ضالة) وأبواق مأجورة رخيصة، وقنوات للصرف الصحي غير صالحة للاستعمال