سيدي سليمان والحظ العاثر الذي يلاحق أبناءها
24ميديا:عـادل الكرش
أصبح الجميع يعلم أن سيدي سليمان أصبحت سوقا مربحة، فالموظفون الذين يعينون بها وكأنهم عينوا بالإمارات حسب أقوال العادي والبادي، وأيضا كل من أراد أن يستثمر أمواله ولو ب 0 درهم، فليقدم إلى سيدي سليمان، حيث أصبحت فيها تجارة الانتخابات مربحة .. بالأمس القريب دخل أحدهم (…) خالي الوفاض، وليس في جيبه ما يؤدي به مبلغ شيك بدون مؤونة .. ثم اشترى أصوات الخراف، الذين كونوا الأغلبية، وذلك بثمن بخس، لم يكن ثمن أصوات الأعضاء، ولكنه كان ثمن شرف مدينة وساكنة بأكملها، لتكون هذه الصفقة الأولى من نوعها في تاريخ هذه الولاية، وكانت مربحة للجميع رئيسا وأعضاء، الذين اغتنموا فرصة الأكل بعد جوعة دامت سنين.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا المجلس، كان فريدا من نوعه في حياة سيدي سليمان .. مجلس حقق فائضا كبيرا في الميزانية، وذلك بإنجاز مشاريع كبرى في عهده .. أموال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية توزع هنا وهناك دون تنمية ولا مشاريع تأوي شباب يعاني البطالة، والفوضى تعم كل الشوارع، فمن يحل هذه المشاكل والمواطن تنتهك حرمة عرضه وبلده أمام عينيه ولا من يحرك ساكنا ..؟
المدينة تحقق فائضا، والساكنة في فقر مميت تترنح بين الفقر والبطالة والزيادات التي تنخر جيوب الجميع، والمسؤولون في ثراء مستمر .. خمس سنوات على قدوم العمالة، استورد لها موظفون من خارج الإقليم وكأن سيدي سليمان ثكلى لا تلد الرجال .. إثارة النعرات الإثنية التي نهى عنها جلالة الملك تضرب أطنابها في هذه المدينة المنكوبة .. قائد غادر المدينة، كان همه الوحيد هو خدمة الذين ينحدرون من قبيلته، وأبناء قبيلة بني احسن يفرغ فيهم كبته الجنسي والسلطوي، فأين العدالة والديمقراطية التي يوصي بها جلالة الملك ..؟ وغير بعيد عن هذا، فهناك مستثمر من خارج المدينة انطلق بمشروع مخبزة ومقهى بمنطقة الفيلات، واليوم أخذ في تغيير ملامح البناية، وذلك بتحويلها إلى عمارة، فأين لجنة التعمير ومن منح رخصة البناء لهذا المستثمر ، و من يقف وراءه ويحميه ..؟ في حين أن مجموعة من أبناء هذه المدينة والمقيمين بالمهجر أقبلوا وكلهم حماس بأن يستثمروا في مدينتهم بإحداث مشاريع تعود عليهم وعلى المدينة بالنفع العميم، لكن وجدوا السلطة بالمرصاد، علما أنهم حصلوا على تراخيص من الرئيس المعزول، وقطعوا أشواطا في مراحل البناء، ترى ما هو تفسير العمالة لما يقع ..؟ أم أن الحمداني كان يقطع الطريق على السلطة متحملا المسؤولية في السير بالمدينة نحو الأمام ..؟ والمؤسف أن المتضرر هو المواطن الفقير عديم الدخل الذي يعمل بالبناء ويعول جيشا من عائلته فمن يفكر فيه ..؟ لقد جاءت الحكومة الجديدة بتوصيات، أهمها التوظيفات المباشرة، والتي منعت بشكل كلي إلا في سيدي سليمان، لنجد أن الباشا الذي غادر سيدي سليمان قد وظف قبل مغادرته مجموعة من الشباب كأعوان للسلطة دون مراعاة لتكافؤ الفرص بين كل شباب هذه المدينة، إضافة إلى مجموعة من أفراد القوات المساعدة، الذين أحيلوا على التقاعد، لكن سرعان ما عينوا كأعوان سلطة برتية شيوخ، أو سائقين خصوصيين لمسؤولين سامين، وشباب المدينة يعانون الأمرين في ظل هذه الإهانة التي عمت أهالي بني احسن، الذين افتقدوا كرامتهم في مدينتهم.