هكذا هي المسؤولية في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة
24ميديا:الأمانة العامة للنقابة المستقلة للصحافيين المغاربة
إن نجاح أي منظمة نقابية مهما كان حجمها، ومهما كان عدد المنخرطين في صفوفها، والمتعاطفين معها، رهين بمدى قدرة وذكاء المسؤولين عن تدبير شؤونها على العطاء والتفاني في العمل النقابي، ومدى التفاف أعضائها حولها، وإيمانهم بأهميتها، وانضباطهم لمقتضيات قانونها الأساسي، وهذه عوامل لا غنى للمنظمة النقابية عن توافرها فيها، كما أن الاتصالات المتتالية فيما بين أعضاء فروعها تبقى في المرتبة الأولى هي همزة الوصل الرابطة بين الفروع والنقابة، وأي قصور في هذا الباب من شأنه أن يعطل سير العمل داخل الأمانات الجهوية والإقليمية، ويعود بالسلب على تحقيق الأهداف المسطرة، التي يبقى الوصول إليها وكذا إلى النتائج المصاحبة لها، رهين بتوزيع الأدوار على الأعضاء ليقوم كل واحد بمهمته كما هو مسطر في النظام الداخلي، وليس احتكار المسؤولية كاملة من طرف أي كان، كما أن النجاح المنشود يتحقق بتفاعل أعضاء الفروع، المنضوية تحت لواء النقابة، ومدى انسجامهم وتكاتف جهودهم، ومثابرتهم على الحضور القوي والفعلي في الاجتماعات التي يعمل الفرع على تنظيمها على الأقل مرة واحدة في كل شهر، والتي هي (الاجتماعات) عبارة عن فرصة لتبادل الأفكار والآراء والمعلومات بينهم، بحيث يعول على مناقشتهم للقضايا المطروحة للخروج بقرارات بمقدورها الرفع من مردودية الفرع، التي يعود نفعها في نفس الوقت على النقابة وعلى كافة المنضوين تحت لوائها، كما تسمح لهم أيضا بإجراء مشاورات واتخاذ قرارات من شأنها المساعدة على تطوير سبل العمل، قصد خلق أنشطة تساهم في تحسين وضعية الفروع، وهذا ما قررته النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، بموجب المادتين 4 و 5 من البابين الثالث والرابع من النظام الداخلي، وفي هذا الباب، فإن المسؤول جهويا أو إقليميا هو المطالب الأول بالحرص على تنظيم الاجتماعات والمكلف رسميا بإخبار أعضاء الفرع بموعد الاجتماع ومكانه، وتحديد جدول الأعمال المزمع عرضه خلاله، وذلك بالاستعانة بالكاتب العام للفرع .. وفي حالة غياب المسؤول المعني، شريطة وجود ما يبرر غيابه، فإن نائبه يتولى النيابة عنه، وهو مطالب بتقديم تقرير شامل عن الاجتماع إلى الأمانة العامة للنقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، وفي حال تأخر أمين الفرع عن عقد الاجتماع في وقته المحدد لأمر غير معقول، أو بسبب تهاون في أداء المهمة المنوطة به، من حق ثلثي أعضاء المكتب إشعاره كتابيا، (بالبريد المضمون) وبعد مرور ثمانية أيام يتم عقد اجتماع استثنائي يتخذ فيه المتعين من طرف الأمانة العامة للنقابة، التي يرجع إليها أمر تقدير الاعتبارات ونوع الخطأ واتخاذ اللازم، بناء على تقرير أعضاء الفرع.
وحتى لا يعتبر هذا في نظر البعض تحكما أو أي شيء من هذا القبيل، يجب أن يعلم الجميع أنه نظام تفرضه القوانين الجاري بها العمل النضالي، وذلك لتفادي الفشل الذي يترتب في غالب الأحيان عن سوء ممارسة التسيير اللاعقلاني من طرف من يتحملون المسؤولية وهم غير قادرين عليها ولا مقدرين حجم ثقلها، إنما فقط يتهافتون عليها لاستغلالها كفرصة من أجل التباهي وعرض العضلات، واستلهام فلسفة حرق المراحل بذريعة الإصلاح والتغيير، وكل ذلك ركوبا على طيبوبة ومرونة أعضاء الأمانة العامة للنقابة، وما يقدمونه من تنازلات من أجل لم شمل حملة الأقلام، هؤلاء الأعضاء الذين بذلوا الجهد منذ فترات زمنية طويلة في النضال المستميت، والذين كلما مرت زوبعة لتعصف بهم زادتهم متانة وتشبثا بحقهم في الوجود، مما مكن لهذا الجهاز أن يصبح قائم الذات، وبمثابة حائط عصي يصعب تجاوزه أو القفز عنه، وهذا لم يقدم لهم في يوم من الأيام كهدية ملفوفة في ورق مزركش، بل أتى ببرامج مكثفة وتاريخ نضالي مستميت، ومعاناة مع رفاق الأمس واليوم وتصرفاتهم الانتهازية والوصولية، لكن أعضاء الأمانة العامة الغيورين على مهنة المتاعب وقناعتهم بحب الوطن والدفاع عن حقوق المهنيين في مجال الصحافة والإعلام جعلهم يخرجون منتصرين انتصار الفاتحين، من كل ما صنع لهم خصيصا للنيل من عزيمتهم.
إذن، هذه هي أقوى الدروس والتجارب المفيدة التي على الوصوليين الذين يقتنصون الفرص لحاجة في نفوسهم، والذين تستهويهم المسؤوليات، أن يستفيدوا منها، حتى لا يندفعوا بغية الاستحواذ على كل شيء منذ اللحظات الأولى، ومن واجبنا كفاعلين في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، وعملا بحديث الرسول الكريم عليه صلوات اللـه وسلامه،”الدين النصيحة” فإننا نتوجه إلى هؤلاء لنقول لهم: لا حاجة لكم بإتباع سياسة حرق المراحل النضالية للوصول إلى المبتغى، لأن كل تجربة نضالية تحتاج إلى ما يقل عن عمر جيل حتى تبدأ في شق طريقها نحو الارتقاء،والفاهمين للأمور يعلمون جيدا ماذا يعني عمر جيل في الحساب، وليعلم هؤلاء أن المشوار الذي قطعته الأمانة العامة بمساعدة أعضائها الشرفاء على رأس النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة طوال الستة عشر عاما الماضية، حيث سجلت حضوراً ملموساً على الصعيد الوطني، وما راكمته من إنجازات، سيما في ميادين تنظيم العاملين في القطاع الصحافي والإعلامي الوطني، وتأطيرهم والدفاع عن حقوقهم ومطالبهم، والذود عن شرف المهنة، وكرامة رجالها إزاء كل من يتطاول عليها، وكذا تنوير الرأي العام الوطني، يؤكد بالملموس صواب التوجه، وهذا بدون شك يبعث على الفخر والاعتزاز بالتجربة، ويحفز على العمل لتحقيق المزيد .. والقادم سيكون لا محالة الأفضل