ثامن مارس.. وقفة تأمل بالنسبة للمنتخبات بتازة من أجل تقييم مساهماتهن في تدبير الشأن العام
24ميديا:و.م.ع
إن الاحتفال باليوم العالمي للمرأة كل سنة (ثامن مارس) يجعل المتتبع للشأن السياسي بالمملكة يعيد نفس السؤال بخصوص ضعف التمثيلية النسائية في العديد من المجالات، بما فيها التمثيلية النسائية بالمجالس المنتخبة وفعالية الدور الذي تضطلعن به في الدفاع عن قضايا المواطنين والمواطنات داخل دواليب هذه المجالس.
فقبيل الاحتفال بهذا اليوم يتداول نفس السؤال على لسان النخبة المثقفة وفعاليات المجتمع المدني والأحزاب السياسية بإقليم تازة . يخيم القلق على المشهد السياسي المحلي عشية الاستحقاقات الانتخابية المقبلة مخافة تكرار نفس التجربة السياسية بالإقليم، وهي التجربة التي أفرزت خريطة سياسية عنوانها الأبرز ” الاحتكار الذكوري وشبه غياب لصيغة المؤنث” في المجالس المنتخبة بإقليم تازة.
إذن، فالاحتفال باليوم العالمي للمرأة بالنسبة للسياسيات بإقليم تازة ليس فقط مناسبة لاستحضار العديد من المنجزات التي حققتها المرأة وتقييم تجربتهن في مختلف المجالات، بل أيضا فرصة لحقن أوصال مطالبهن السياسية والاجتماعية والاقتصادية بجرعة تكون كافية على الأقل للفت الانتباه بأن المرأة تشكل نصف المجتمع وبأنه لا يجب أن ” نخطأ الرهان بالمملكة بعد دستور 2011 بخصوص مطالب الحركات النسائية “. من هذا المنطلق، أعربت العديد من المنتخبات بالإقليم عن أملهن في توسيع مشاركتهن السياسية وتقوية تمثيليتهن بالمجالس المنتخبة وترسيخ دورهن في تسيير الشأن العام المحلي بعد الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، لأنه، حسب العديد منهن، هو المشتل القادر على تدعيم المشهد السياسي على المستويين الجهوي والوطني.
وفي هذا السياق، أكدت عضوة المجلس الجماعي لتازة السيدة فاطمة العثماني أن التمثيلية النسائية بهذا المجلس لاتزال ضعيفة سواء على المستوى العددي أو على مستوى حضور المنتخبات في تدبير الشأن العام المحلي، مشيرة إلى أن عدد النساء العضوات في المجلس لا يزيد عن أربع عضوات ولا يحظين بأية مسؤولية سواء على مستوى نيابة الرئيس أو رئاسة اللجان، وهو ما يشكل، بالنسبة إليها، “وصمة عار في المشهد السياسي المحلي بتازة”.
وعزت السيدة العثماني، وهي أيضا محامية بهيئة تازة، ضعف تمثيلة النساء بالمجالس المنتخبة بالإقليم ( 38 منتخبة بالجماعات الحضرية والقروية ) ” إلى غياب إرادة حقيقية لدى الأحزاب السياسية وصناع القرار السياسي في الدفاع عن تمثيلية المرأة بالمجالس المنتخبة وتمكينها من الوصول إلى أجهزة القرار “، بل في أغلب الحالات ” تكتفي الأحزاب السياسية بتأثيث المشهد السياسي خلال الانتخابات دون أن تكون النساء رقما أساسيا في المعادلة السياسية بالمملكة “.
وأشارت السيدة العثماني إلى أن المرأة المنتخبة تعاني الأمرين بالمجالس المنتخبة بإقليم تازة، ” فلاهي ممثلة بالشكل المطلوب في هذه المجالس، ولا كلمتها مسموعة أثناء النقاشات واتخاذ القرارات” ، نظرا ” لسيادة الفكر الذكوري لدى العديد من المنتخبين وضعف التمثيلية النسائية في هذه المجالس”، وهو ما يجعل المساهمة النسائية في تدبير الشأن العام بالإقليم شبه منعدمة.
ووصفت السيدة العثماني التجربة المغربية في الدفاع عن حقوق المرأة وتمكينها من مختلف الحقوق السياسية والاجتماعية والاقتصادية ب “الرائدة”، خاصة بعد دستور 2011، مضيفة أنه ” لا يمكن أن نخلف موعدنا مع التاريخ وعدم تنزيل ما حققه المغرب من تراكمات حقوقية ومن مكتسبات سياسية خاصة بالمرأة على أرض الواقع، بمبرر أن الفكر الذكوري لم يستوعب بعد أن المرأة أضحت مثل الرجل قادرة على تدبير الشأن العام بالمملكة”. وخلصت السيدة فاطمة العثماني إلى أن الاحتفال باليوم العالمي للمرأة ل ايجب أن يكون فقط محطة لتقديم الورود للنساء، بل يقتضي الأمر أن يتحول هذا اليوم كذلك إلى ” وقفة تأمل لتقييم موضوعي لما قدمه الرجل والمرأة لقضايا المرأة على كافة المستويات”