منظمة شباب الخضر الاسباني تنوه بالمؤتمر التأسيسي لشبيبة حزب الأصالة والمعاصرة
24نسيم السعيدي
على هامش افتتاح أشغال المؤتمر الـتأسيسي لشبيبة حزب الأصالة والمعاصرة بقاعة بن ياسين بمدينة الرباط يوم أمس السبت14 مارس 215 برأسة السيد الأمين العام مصطفى بكوري تحت شعار “وعي شبابي ضد سيف الظلام” من خلال هذا العرس السياسي الذي يعد محطة تاريخية لحزب الجرار حيث ألقى الكلمة السيد ارتورو خورنيت ايسبي عضوا منظمة شباب الخضر الاسباني الذي نوه بالمسار الذي ينهجه الحزب نحوا الديمقراطية الحداثية من خلال الكفاءات التي تتوفر الأصالة والمعاصرة على شبابها المفعم بالمثابرة والنفس الطويل وجاءت كلمة أتورو خورنيت ايسيي كتالي
إنه لشرف كبير لنا أن نكون من بين الضيوف الذي وجهت لهم الدعوة رسميا لحضور فعاليات المؤتمر الـتأسيسي لشبيبة حزب الأصالة والمعاصرة هنا في المغرب.
بضعة كيلومترات تفصل المغرب برا وبحرا عن الحدود مع إسبانيا، إلا أن ذلك لا يحول دون أن نتقاسم وعينا الجماعي وقيمنا المشتركة دونما اعتبارا للحدود والمسافات الجغرافية.
نحن نعيش في مرحلة تشهد العديد من التعقيدات على عدة أصعدة، يتزامن ذلك مع أزمة اقتصادية يعيشها العديد من بلدان هذا الكوكب، وكان لذلك آثار سلبية عميقة على فئات عريضة من سكان العالم، وفقدت العديد من المكتسبات في مجال الحقوق الأساسية، التي جاءت نتيجة التضحيات الجسام التي قدمها أجدادنا.
هذا هو السبب الذي يجعل المسؤولية الأخلاقية الملقاة على عاتق الشباب مسؤولية كبيرة، وعليهم أن يعيدوا -في إطار الواجب الأخلاقي أيضا- أن يعيدوا البناء والبحث عن سبل تطبيق الحد الأدنى من الكرامة الإنسانية والبيئية، وإعمال القواعد التي تكفل الحقوق الأساسية للإنسان ما دام على قيد الحياة، مثل الحق في الحصول على الرعاية الصحية والتعليم والمساواة بين الأشخاص، دونما اعتبار لانتماء عرقي، أو اختلاف جنسي (ذكر/ أنثى)، أو الوضع الاقتصادي أو الثقافي أو الديني، وفي نفس السياق يجب توفير العمل اللائق (ضمن نفس الحقوق) والسكن والغذاء الصحي المناسب. هذه القواعد أو بالأحرى الحقوق لا تشمل الإنسان فقط، بل تخص كذلك الاهتمام بالحيوانات واحترام البيئة كفضاء لا غنى عنه.
آنذاك، سنكون قد امتلكنا مفتاح الحل، وتوفرت لدينا الإمكانيات والمؤهلات التي من شأنها أن تجعل أفكارنا حقيقة معاشة حتى لا تظل مجرد خيال…
يجب علينا أن نكون مدركين بأننا جيل اليوم، جيل اللحظة الحالية، وليس جيل المستقبل، جيل عليه مسؤولية تحقيق التنمية المستدامة، وبالتالي الدفاع عن منظومة تعيش فيها كل الكائنات الحية وفق احترام تام لضوابط الطبيعة والبيئة بشكل عام، حتى لا نكون مجرد جيل عابر همه وشعاره الاستغلال وفقط، استغلال كل ما حوله دون أن يحقق أمرا إيجابيا مفيدا للأجيال القادمة.
أملنا أن يشكل هذا المؤتمر الشبابي مدخلا ليتعرف علينا أولئك الذين يستمعون إلينا، لحظة تساهم في فتح أعينهم على حقيقة مفادها أن الحدود ما هي إلا بقايا (آثار) الماء على الأرض، بقايا كما الأنهار، هي تلك التي تعمل على بث الحياة وإضفاء الطابع الإنساني على الناس، والتلاحم والتعاون بينهم وعدم التفرقة.
اللغة الأم، لون البشرة، الديانة…كلها مبادئ إنسانية لها دور في إغناء التنوع الثقافي والمجتمعي، ويتجلى هذا الغنى في صور الاختلاف الموجود بين كل مدينة ومدينة في هذا العالم..
دفاعنا اليوم من أجل عالم يحضر فيه الحب بين الناس من خلال أفكارهم ومثلنا العليا في الحياة، حيث الإنسان يعيش في إطار، مستشعرا إطاره ووجوده، عالم حيث المساواة تسود بين الجميع، حيث السلام متاح لكل الناس بشكل متساو عبر الدستور وباقي القوانين، من أجل مستقبل نرسم تفاصيله عبر حاضر نبنيه جميعا، (نحن، أنتم وأنتن).
ما من شك في أنه بيننا الكثير من الذين لم يمارسوا أنشطتهم المعتادة، وخصصوا جزءا من يومهم لحضور فعاليات هذا المؤتمر المتميز، توقفوا لحظات عن ممارسة عملهم اليومي، ليكرسوا جهدا عبر هذا المؤتمر، وإيصال رسالة مفادها أنهم مستعدون ليقدموا أفضل ما لديهم خدمة للمواطنين، والنضال حتى تسود العدالة والمساواة بين مكونات المجتمع المغربي، والدفاع عن سيادة الشعب…
نبض قلوبكم وشجاعتكم أفضل الحجج التي يمكن أن يستعين بها أولئك الذين لا يستطيعون ممارسة حقهم في التعبير، وحتى يكون الجيل القادم في المستقبل قادرا على إعطاء القيمة لما هو أخلاقي وتغليبه على ما هو اقتصادي (مادي).
وفي الأخير، نجدد لكم دعم منظمة شباب الخضر الإسباني، واستعدادها للتعاون مع إطاركم قيد التأسيس وتبادل الأفكار، معربين لكم عن رغبتنا القوية في تلاقي الجهود، لكي نبني معا حاضرا ومستقبلا تذكره الأجيال القادمة بكل ثقة واعتزاز.
تحياتنا الصادقة
ارتورو خورنيت ايسبي
مسؤول القطاع الشبيبي باليسار الموحد، عن حزب الخضر الاسباني