بنشماش: لهذا حركة لكل الديمقراطيين وحزب الأصالة والمعاصرة كانا ضحية واحدة من أكبر عمليات تشويه الصورة في تاريخ المغرب المعاصر
24ميديا:
ألقى د.حكيم بنشماش رئيس المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، مساء يوم السبت 14 مارس الجاري، خلال انعقاد أشغال الجلسة الثانية من فعاليات المؤتمر التأسيسي لمنظمة شباب الأصالة والمعاصرة، ببوزنيقة، (ألقى) عرضا سياسيا في خضم مناقشة الوثيقة التأسيسية والنظام الداخلي للمنظمة.
بنشماش توقف عند السياق التنظيمي والسياسي الذي ينعقد فيه المؤتمر، مشيدا بالعمل الذي قامت به اللجنة التحضيرية والذي تمخض عن ولادة مشروع شباب الأصالة والمعاصرة.
في هذا السياق دعا شابات وشباب الحزب إلى التحرر على الأقل من وهمين أساسيين:
– الأول: يتعلق بدعوة شباب الحزب إلى عدم التعاطي مع الوثيقة التأسيسية كأطروحة نظرية أو مذهبية مكتملة الأركان ومستوفية كل المقومات، وأن مشروع الوثيقة المعروضة للنقاش والمصادقة رغم مناطق الظل المتضمنة فيها فهي تكرس لقيم الحرية والانفتاح والمساواة… وأكد بنشماش على أن المكتب السياسي وحرصا منه على بلورة منتوج شبابي مائة في المائة، قرر أن لا يتدخل في توجيه أو صياغة الوثائق التأسيسية للمنظمة.
– الوهم الثاني: يتعلق بعدم اعتبار المؤتمر التأسيسي شهادة ميلاد منظمة شبابية مستوفية كل شروط الشفافية والديمقراطية، لأن تحقيق ذلك يتطلب زمنيا سياسيا ونضال وكفاح مستمرين وإلى تجديد مستمر لمناهج فكرنا السياسي. معرجا على لحظة تأسيس حزب الأصالة والمعاصرة حيث كان مؤسسو الحزب ضحية عدة أوهام منها وهم خلخلة بنية المؤسسات الحزبية والنقابية بالمغرب وتقديم عرض غير تقليدي وغير مرتبط بالبنية التنظيمية السابقة، وأساسا طموح الحزب آنذاك ارتبط بتأسيس تنظيم شبابي غير موازي للحزب، يكون في قلب المؤسسة الحزبية، وهو طموح ينطوي على وهم كبير. وذكر بنشماش بقرار المؤتمر الوطني الاستثنائي الأخير والمتعلق بإطلاق دينامية تأسيس منظمة شباب الأصالة والمعاصرة، وما يُنْتَظَرُ من هذا المؤتمر تحقيقه من آمال وانتظارات خاصة من طرف مناضلي حزب الأصالة والمعاصرة، داعيا المؤتمرات والمؤتمرين إلى عدم تغليب الهواجس الانتخابية وإعطاء الأولوية للقضايا الوطنية المصيرية.
بنشماش أكد على أن هذه الدينامية بدأت منذ تأسيس حركة لكل الديمقراطيين، مستفيدة من الرصيد والمجهود التواصلي الذي نظمته الحركة في مختلف جهات المملكة. وهي الدينامية التي تتقاطع مع روح حركة 20 فبراير أيضا بكل شعاراتها ومطالبها من كرامة وديمقراطية وعدالة ومساواة، وكلها شعارات متضمنة في تقارير الحركة لكل الديمقراطيين.
“لهذا حركة لكل الديمقراطيين وحزب الأصالة والمعاصرة كانا معا ضحية لأكبر عمليات تشويه الصورة في تاريخ المغرب المعاصرة” -يؤكد بنشماش-.
وعند تفصيله لهذه النقطة، أشار بنشماش إلى الحملة التي قادها الحزب السري وزع فيها أدوارا وإمكانات مالية وإعلامية، استطاع من خلالها التغلغل في مظاهرات حركة 20 فبراير، كما أن الحزب الذي يقود الحكومة عمد إلى توهيم المغاربة بهذه الصورة بشتى الطرق والوسائل الإعلامية والمادية والإيديولوجية.
كما شدد بنشماش على أن روح وثائق حركة لكل الديمقراطيين ووثائق وإيديولوجية وبرامج وتصورات حزب الأصالة والمعاصرة، هي نفسها شعارات ومطالب مظاهرات حركة 20 فبراير، معلنا انحياز الحزب المطلق لحركة 20 فبراير. داعيا شابات وشباب الحزب إلى عدم الانصياع للحملات التي تستهدف مشروع الحركة وحزب الأصالة والمعاصرة، والانخراط الكلي في عملية تجديد فكر الحزب ومفاهيمه وأساليب إدارة الخلافات.
ووجه بنشماش رسائل إلى عموم شابات وشباب الحزب، من بينها عدم تكريس ثقافة التدمير المتبادل والتسابق على مواقع المسؤولية وإعطاء الأولوية لمباشرة برنامج العمل وإعادة الحياة للحس النقدي الذي عملت الدولة في ما مضى إلى محاصرته، إضافة إلى ضرورة الإسهام إلى جانب باقي التنظيمات الشبابية الديمقراطية لإعادة الروح إلى هذا النفس النقدي في خطاباتها السياسية المستندة على قاعدة البناء وليس الهدم.
وفي سياق حديثه عن ضرورة التصدي لثقافة الظلام، دعا بنشماش المؤتمرات والمؤتمرين إلى التحلي بسلاح العلم والمعرفة والمبادرة والإبداع والاجتهاد، على اعتبار أن الشباب هم عماد المستقبل.
“فكونوا جسما واحدا، وتأكدوا أن مؤتمركم هذا هو خطوة صحيحة في الاتجاه الصحيح، ضدا على انتظارات الخصوم الذين يتطلعون إلى لحظة بدايات تصدع تنظيمكم، وإنني على يقين من أن عزيمتكم ستفشل انتظاراتهم كما فشلوا سابقا إبان حركة 20 فبراير” -يختم بنشماش