الفايسبوك يشعل النار في بيت امرأة

0

24ميديا:محمد بوبلاح

 من يصدق أن التفاعل على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وهو في الأصل عالم افتراضي،قد يدمر بيتا ويشرد أطفالا ،ويعبث بحياة زوجة وزوج عاشا لسنوات طوال تحت سقف واحد،ليطفآ آخر شمعة في علاقة ،اعتبرت فيما مضى لا تتزحزح ولا يمكن للزمان أن يعكر صفوها، لكن في غفلة من الزمن نفسه اتسعت دائرة الولع في حرب ضروس ونزال في النزوع إلى الغيرة والصراع القاتل ،واختلاق عدو شرير،انبعث فجأة بعدما كان الحب هو “العشرة ” ومفتاح الطمأنينة والسعادة.

إنها حكاية سيدة في الخمسين من العمر، تدخل لأول مرة لفتح صفحة في الفيس بوك ،لتكتشف عالم تتيه فيه أمام أشخاص يمارسون مكبوتاتهم وراء حواسيب دون رقابة ذاتية ،لتنقلب عائلتها الصغيرة إلى سواد قاتم، وهي التي قد بلغ ابنها البكر العقدين من العمر، فيما تجاوز الثاني العشر سنوات بقليل ،وزوج يصارع تكاليف الحياة بما يتقاضاه من راتب وظيفته المتواضعة تارة ،وبالصبر والمعاناة عند ضيق الرزق تارة أخرى كسائر العباد .

لم تتدارك السيدة ولم تتمالك نفسها إلا وهي تغوص في عالم لا يمكن الخروج منه بسهولة بل يصعب التكهن بأغواره ،قال الراوي :”لم يعد الواقع المحسوس يغريها حتى ولو كان جذابا ،وأهملت أبناءها وانعزلت عن زوجها لتسافر عبر صفحات الفيس بوك معظم أوقاتها، لم يتمالك الزوج أعصابه بعد صبر دام لشهور وسئم من معاملة الجفاء واللامبالاة تجاهه ،أسئلة كثيرة تواجهه بقوة من الذي يحدث ببيته ؟ماذا تكتب على لوحة الحاسوب؟ هل دخلت في علاقات مشبوهة مع رجل آخر ،وبدت في نسج قصة غرامية ؟

شكوك كثيرة اقتحمت عالمه ،وهو الذي يحبها وتحبه أو على الأقل ما كان يعتقد طوال سنين خلت،فاتحها في الموضوع ،صاح في وجهها … لم يجد كل هذا نفعا ،وكأن العفاريت مست جسدها ،لكن لم يكن كل هذا إلا عفريت الفيس البوك ,,, ربما لم تدرك استعمالاته فسكنها وانتهى,,,, ,,,كأنها تريد إذلاله وتستمتع بقهره علنا,, هكذا فكر في لحظة غضب فهي لا تحدثه إلا نادرا بل لا تحدثه إلا عند طلب شئ بعينه.

استنجد بأهله ..استنجد بعائلتها …شرح…حاور….غضب….ثار….غادر البيت لأيام…..لكنها لم تتغير..

يقولون له :كن قويا… لكن، لا احد يدري حجم الضعف الذي يعانيه…ربما لازالت حلقات أخرى تنتظر من محكيات التواصل الاجتماعي وعن تجاذبات العالم الجديد وما يحمله من أفكار ،العبرة الأساسية منه سؤالين أساسيين :هل نحن مؤهلين بما فيه الكفاية لاحتوائه واستيعابه ؟وهل تعليمنا ديمقراطي وعقلاني لاكتسابنا مهارات التحليل للدفاع عن أنفسنا في عالم صغير جدا أمام أمم تقدمت كثيرا في مختلف المجالات.

تمر الأيام سريعة ، غادر الزوج بيته وهو يحمل ذكريات الزمن الجميل، وتاهت الزوجة في عالمها المظلم ،وتفرقت السبل بالابنين ,,,انتهت قصة أليمة في عالم تيه صفحات التواصل الاجتماعي وقد كسرت ترابط عائلة صغيرة بأكملها.

ملحوظة : أي تشابه في الأحداث والوقائع فهي من قبيل الصدف

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.