بداية الدورة الثالثة للموسم السنوي للمدارس العتيقة بتارودانت حول موضوع : العقيدة الأشعرية : عقيدة أهل السنة والجماعة
24ميديا:عبد السلام عطية
تحت الرعاية السامية لأمير المؤمنين مولانا محمد السادس حفظه الله ورعاه نظمت مؤسسة سوس للمدارس العتيقة الدورة الثالثة لموسمها السنوي للمدارس العتيقة بشراكة مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والمجلس العلمي الأعلى وعمالة إقليم تارودانت، في موضوع “العقيدة الأشعرية، عقيدة أهل السنة والجماعة”. ويعتبر هذا الموسم السنوي ملتقى لفقهاء وطلبة المدارس العتيقة بالمملكة المغربية حيث تقام الندوات والمحاضرات بالإضافة إلى الأعمال الأدبية والعلمية وأنشطة مختلفة ومتنوعة الغرض منها فسح المجال أمام الفقهاء والطلبة للمشاركة في هذه الأيام العلمية وخلق واقع علمي منتج للمساهمة في مستقبل المملكة العلمي والتأثير فيه، وذلك عبر تبادل الخبرات والفوائد من مختلف جهات المملكة.
وكما لقيت الدورتان السابقتان نجاحا كبيرا كانتا حول موضوع المذهب المالكي والإمامة العظمى، وكللت أعمالهما بالنجاح والتوفيق وشهدت متابعة كبيرة من العلماء والفقهاء والأساتذة الباحثين ورجال الفكر والطلبة وعموم المهتمين. مما رسخ أهمية الموضوع للفرد والمجتمع ودوره في ضمان استمرار تمسك المغاربة بدينهم ووطنهم وتعلقهم بأهداب عرشهم ومحبتهم للجالس عليه وحماية وحدتهم الدينية والوطنية واستلهامهم لتاريخهم العريق، وحضارتهم الطريفة والتليدة.
وعلى نفس المنوال، وترسيخا للعقيدة الأشعرية وبهدف إبراز تمسك المغاربة بهذه العقيدة، وجعلهم إياها ثابتا من ثوابتهم الدينية والوطنية واتخاذها أساسا لقيمهم الجميلة ومثلهم الجليلة، ينطلقون منها في بناء تصوراتهم ورؤاهم واستبصاراتهم، وقضاياهم الفكرية الكبرى، ويستندون إليها في نظرتهم إلى الحياة والإنسان. بهذا الخصوص تم وضع هذا العنوان “العقيدة الأشعرية : عقيدة أهل السنة والجماعة” لتكون موضوع هذا الموسم من خلال المحاضرات والجلسات العلمية والأدبية والتفاعل معه وتشمل جميع البرامج التي توزعت على جميع أيام الدورة الثمانية.
وقد عرف اليوم الأول الثلاثاء 17 مارس 2015 الجلسة الافتتاحية التي بدأت بآيات بينات من الذكر الحكيم، تلاه بعد ذلك كلمة للسيد عامل إقليم تارودانت كما كان مقررا حسب البرنامج، ومن بعده تكلم السيد رئيس المجلس الإقليمي حول أهمية توحيد العقيدة والاهتمام بها كما تكلم عن هذه السنة الحسنة التي لها منافع جمة تنفع الفرد والمجتمع، تلاه بعد ذلك السيد رئيس المجلس العلمي السيد اليزيد الراضي، حيث رحب بالحضور من الطلبة والفقهاء وغيرهم كما بيّن أهمية الاهتمام بالعقيدة وجدوى ترسيخها في النفوس، وميز بين العقيدة الصحيحة والعقيدة الفاسدة. وبعد هذه الكلمات الافتتاحية بدأت أنشطة الدورة، حيث أقيم أول نشاط علمي عبر جلسة تحت رئاسة الأستاذ ابراهيم بوناصر موضوع محاضرتها أهمية العقيدة في تكوين شخصية المسلم للأستاذ عبد الواحد الإدريسي الأستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير. وقد أقيمت هذه الأمسية الدينية بمسجد الحسن الأول بتارودانت ثم انتقلت الأنشطة إلى ساحة 20 غشت حيث أقيمت الأمداح النبوية من طرف طلبة مدرسة تمسولت العتيقة بتارودانت.
وكما سبق ذكره فإن الدورة تستمر ثمانية أيام متتالية حيث ستعرف نشاط حافل ومتنوع حيث قسمت اليوم إلى برامج متتالية وحفلات دينية وعلمية غنية يشارك فيها عدد كبير من الفقهاء والعلماء وطلبة المدارس العتيقة من جميع جهات المملكة من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه. وستختم هذه الدورة يوم 24 مارس 2015.