صنعاء .. مدينة ترسمها إبداعات الهندسة الإسلامية
صنعاء .. مدينة كلما اقتربت منها ازدادت رونقا وتألقا وازداد إعجابك بها .. فهي مدينة فريدة عجيبة تتجلى بها إبداعات وجماليات الهندسة الإسلامية.
وهذا ما تناولته الورقة البحثية التى ألقاها الدكتورعلى سعيد سيف أستاذ الآثار الإسلامية، قسم الآثار- جامعة صنعاء، فى المؤتمر الرابع عشر للإتحاد العام للآثاريين العرب الذى انعقد بمدينة القاهرة مؤخرا ونوانها “المناخ وأثره على عمارة مدينة صنعاء فى العصر الإسلامى”.
تقع مدينة صنعاء ضمن الهضبة الشرقية لليمن فى الأحواض المنخفضة لهذه الهضبة، وبالتحديد عند سفح جبل نقم، على ارتفاع نحو 2350م فوق سطح البحر، الذي يعتبر تجمع لغيوم المطر فى الصيف مما كان له الأثر الكبير فى اختيار موقع المدينة، إضافة لوقوعها في سهل منبسط وخصب تتوافر فيه المياه الجوفية والتربة، والتي ساعدت في تشكيل صخور مليئة بالمعادن، وكل هذه العوامل ساعدت في إقامة مجتمع حضارى بها.
المناخ يخطط المدينة
تتميز مدينة صنعاء بمناخ رائع وبيئة مثالية للعيش، حيث تم اختيارها مع بداية الفتح الإسلامي لليمن نظرا لموقعها المرتفع ومناخها الجيد وطعامها السائغ.
ومن الطرائف التي تروى حول جو صنعاء أنه فى القرن الثالث الهجرى طالب أحد الأمراء من شخص أن يذهب إلى مكة المكرمة، وكان قد طبخ لحما فتركه في قدره وسار وعاد بعد ثلاثة أشهر ووجد أن اللحم لم يفسد وكأنه طريا على حاله.
وتعد صنعاء المثل الحى للعمارة الإسلامية فى اليمن، ويعتمد تخطيط المدينة على نظام توزيع الوحدات السكنية المتجاورة “بلك” بحيث يكون لكل تجمع سكنى مسجد وحمام ومقشامة “بستان” لتمويل سكان الحارة بما يحتاجونه من خضر وفاكهة.
لوحـــة فنية
تتميز المباني فى اليمن بطابع متميز وفريد ذى ملامح محلية واضحة وإن كانت تعتبر صياغة محلية للعمارة الإسلامية وفى لوقت نفسه لا تتشابه مع طرز العمارة الإسلامية في باقى البلاد الإسلامية الأخرى.
فعندما تذكر مدينة صنعاء يتبادر إلى الذهن منازلها ذات الطراز المميز سواء في عمارتها أوأسلوب بنائها أو ما تحمله من عناصر زخرفية تزين واجهاتها فيخيل إلى الرائي أنه أمام لوحة فنية متقنة.